136

ابن حنبل حياته وعصره – آراؤه وفقهه

ابن حنبل حياته وعصره – آراؤه وفقهه

فقد ذكر عن عبد الله بن عباس أنه قال: لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم، وذكر عن عبد الله بن عمرو أن نفرا كانوا جلوسا بباب النبي ﷺ، فقال بعضهم ألم يقل الله كذا، وقال بعضهم ألم يقل الله كذا، فسمع رسول الله ﷺ، فخرج، كأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال: بهذا أمرتم !؟ أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض !! إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم مما هنا في شيء، انظروا الذي أمرتم به، فاعملوا به، وانظروا الذي نهيتم عنه، فانتهوا عنه، وروي عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: مراء في القرآن كفر، وروي عن أبي جهم ... عن النبي ﷺ، قال: لا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر، وقال ابن عباس: قدم على عمر بن الخطاب رجل، فجعل عمر يسأله عن الناس، فقال يا أمير المؤمنين قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا، فقال ابن عباس، فقلت والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة. قال فزبرني عمر، وقال مه، فانطلقت إلى منزلي مكتئبا حزينا، فبينا أنا كذلك إذ أتاني رجل، فقال أجب أمير المؤمنين، خرجت، فإذا هو بالباب ينتظرني، فأخذ بيدي فلبى، فقال: ما الذي كرهت؟ قلت يا أمير المؤمنين، متى يتسارعوا هذه المسارعة يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يختصموا، ومتى ما يختصموا يقتلوا، قال لله أبوك، والله إن كنت لأكتمها الناس، حتى جئت بها، وروي عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموقف، فيقول: هل من رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي، وروي عن جبير بن نفير، قال رسول الله ﷺ إنكم لن ترجعوا إلى بشيء أفضل مما خرج منه يعني القرآن، وروي عن ابن مسعود أنه قال جردوا القرآن، ولا تكتبوا فيه شيئا إلا كلام الله عز وجل، وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: إن هذا القرآن كلام الله فضعوه مواضعه، وقال رجل للحسن البصري يا أبا سعيد إني إذا قرأت كتاب الله، وتدبرته كدت آيس، وينقطع رجائي، فقال إن القرآن كلام الله، وأعمال ابن آدم إلى الضعف والتقصير، فاعمل وابشر، وقال فروة بن نوفل الأشجعي: كنت جارا لخباب، وهو من أصحاب النبي ﷺ، خرجت معه يوما من المسجد، وهو آخذ بيدي، فقال ياهناه، تقرب إلى الله بما استطعت ،

135