ولا ريب أن المسلم ليفرح عندما يهيئ الله مصلحين ومجددين لهذا الدين، فالله يبعث في كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها -كما جاء في الأثر على ضعف في إسناده- ولا أستبعد أن يكون الشيخ واحدا من هؤلاء، ولو في جانب من الجوانب، خاصة إذا علمنا أن لفظة (من) الواردة في الأثر قد تطلق على المجموع وليس على فرد، فيصبح الشيخ مجددا مع آخرين في ذلك القرن.
وقد كان مع الشيخ في القرنين الأخيرين مجددون نفع الله بهم، كمعاصره العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، وهو أعلم من الشيخ وأحسن أثرا، لكن الشيخ أنشط منه في الدعوة، ثم الإمام الشوكاني بعد الشيخ بقليل، ثم في مصر الشيخ حسن البنا والعلامة المودودي في باكستان وشبه القارة الهندية، والشيخ جما الدين القاسمي في الشام والمهدي السوداني في السودان وغيرهم كثير.
فكان لهؤلاء وغيرهم -مع ما صاحب هذه الدعوات من أخطاء- الدور الكبير في عودة المسلمين للإسلام وتصحيح الأخطاء سواء في الإيمانيات أو الأعمال.
وكانت دعوات هؤلاء المصلحين دعوات إسلامية في الجملة، وكونها إسلامية لا يعني أنها خالية من الأخطاء؛ وهذه المسألة لم يدركها كثير من أتباعهم؛ الذين بهرهم شعاع هذه الدعوات الإصلاحية عن إدراك بعض الأخطاء؛ التي صاحبت دعواتهم ثم كان لهذه الأخطاء أثر سلبي على بعض طلبة العلم؛ الذين غلو فيهم ومنعوا من نقد أخطائهم، وجعلوهم في مرتبة الأنبياء المعصومين وهنا يأتي الواجب على طلبة العلم المعتدلين، في توضيح المسألة ونقد هذا الخلل؛ الذي من أجله حارب هؤلاء وتعبوا ودعوا الناس.
পৃষ্ঠা ৮