الهيثم بن عدي، يرفعه، قال: خرج الحجاج بن يوسف إلى القاوسان، فإذا هو بأعرابي في زرع له، فقال له: ممن أنت؟ قال: من أهل عمان. قال: فمن أي القبائل أنت؟ قال: من الأزد. قال: فكيف علمك بالزرع؟ قال: إني لأعلم منه علمًا. قال: فأي [الزرع] خير؟ قال: ما غلُظ قصبه، واعتمَّ نبته وعظُمت حبته. قال: فأي العنب خير؟ قال: ما غلظ عموده، وعظم عنقوده. قال: فما خير التمر؟ [قال]: ما غلظ لحاؤه، ودق نواه، ورق سحاه.
قال عمرو بن بحر: لربما سمعت من لا علم له يقول: ومن أين لأهل عمان البيان؟ وهل يعدون لبلدة واحدة من الخطباء والبلغاء ما يعدون لأهل عمان؟ منهم: مصقلة بن رقبة، أخطب الناس قائمًا وجالسًا ومنافسًا ومجيبًا ومبتدئًا. ثم ابنه من بعده كرب بن مصقلة. ولهما خطبتا العرب: العجوز في الجاهلية. والعذراء في الإسلام.
وقال أبو عبيدة: ما سمعنا مثلهما في الإسلام إلا خطبة قيس بن خارجة بن سنان في حمالة داحس، فقد ضرب به المثل؛ وذلك أن قيسًا أتى الحاملين، وهما
1 / 34