وترى الشريف إذا تبين لحنُه ... أبصرت فيه هجانة .....
وترى الوضيع إذا تفوَّه لفظه ... يرنا إليه بأوجه وبأعين
ما ورث الآباء فيما ورثوا ... أبناءهم مثل العلوم فاتقن
فإذا طلبت من العلوم أجلَّها ... فأجلُّها عندي مقيم الألسن
ووزن الكلام وزينته النحو، وهجنته وشينه اللحن.
فصل
قال الله، ﷿، مخبرًا عن سليمان، ﵇: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ﴾، فجعل الله تعالى [ذلك] منطقًا، وخصَّ سليمان، ﵇، بأن فهمه معاني ذلك المنطق، وأقامه [فيه] مقام الكلام من الطائر. وكذلك لو قال: علمنا منطق البهائم والسباع لكان ذلك آية وعلامة. وقد علم الله تعالى إسماعيل منطق العرب بعد أن كان ابن أربع عشرة [سنة].
قال الخليل: وكلام كل شيء: منطقه. والفرق بين الإنسان والطير أن ذلك المعنى منها سمي منطقًا وكلامًا على التشبيه بالناس وعلى السبب [الذي] يجري. والناس ذلك لهم على كل حال.
وقالوا: الإنسان هو الحي الناطق، قال الله تعالى: ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ﴾. وقال: منطق الطير على التشبيه
1 / 24