أفيعية ، وغمرة طريق يختصره من لا يريد المسلح ، يعدل من غمرة على أحد عشر ميلا عند الميل المكتوب عليه أربعة من البريد ، وعلى ستة أميال من المسلح ، ويخرج عند الميل الذي عليه خمسة من البريد ، قبل المسلح خمسة أميال يسقط من الطريق ثلاثة أميال. وعلى تسعة أميال من المسلح يمنة عن الطريق بركة يقال لها : (المعتق)، وتدعى بركة عواذل وآكام صغار. فالحسين (عليه السلام) قطع في طريقة إلى العراق من المسلح إلى الأفيعية أحد هذين الطريقين حتى وصل الافيعية.
(افيعية): بالضم ثم الفتح والعين المهملة ، وهي منهل لسليم من أعمال المدينة في الطريق النجدي إلى مكة من الكوفة. حدث عبد الله بن عمرو ، عن يعقوب بن حذيفة السلمي قال : سميت الافيعية لكثرة حياتها الأفاعي. قال : وبها بركة مربعة تعرف ببركة (الوادي)، وبركة مدورة وهي أعلى الجبل على مقدار ميل إلى المنزل تسمى بركة (هرار)، ولها مصفاة. وبالافيعية آبار لجماعة ، وهي غليظة الماء ؛ فالحسين (عليه السلام) تابع سيره من الافيعية هذه إلى معدن بني سليم.
وبعدها جاء لمعدن الذي
قيل إلى بني سليم ينتمي
(معدن بني سليم): بفتح الميم وسكون العين. يقال له : معدن فران ، ومعدن بني سليم ، وهو منسوب إلى فران بن بلى بن عمرو بن الخفاف بن قضاعة. نزلت على بني سليم فدخلوا فيهم وصاروا منهم ، فكان يقال لهم : بنو القين. فلذلك قال خفاف بن عمرو :
متى كان للقينين قين طمية
وقين بلي معدن بفران!
وقال حاتم بن رباب السلمي :
أتحسب نجدا ما فران إليكم
ليهنك في الدنيا بنجد لجاهل
أراد أنك لجاهل إذا تحسب ماء فران نجدا ، وهنا قصر ماء وهو ممدود ضرورة. ومن معدن إلى السليلية ستة وعشرون ميلا ، وبني سليم هم الذين خاطبهم العباس بن مرداس لما انصرف من مكة ، فقال : يا بني سليم ، إني رأيت
পৃষ্ঠা ৩৬