قال الحسن الهمداني (1): ومناهل الطريق العقبة ، وسميراء ، وفيد ، والنقرة ، والحاجر ، والعمق ، وأفيعية ، والمسلح ، وغمرة ، وغمرة في بلاد غنى. قال الطفيل :
جنبنا من الأعراف أعراف غمرة
ومن هضب لبن الخيل يا بعد مجنب
قال الحسن الهمداني (2): كما إن حرش ماء لغنى كذلك الفلج ، وسمسم ، وتبان ، وجدود مياه لغنى. ومن غمرة إلى ذات عرق عشرون ميلا ، وعرض غمرة اثنان وعشرون جزءا. هكذا ذكره الهمداني (3). وعلى ثمانية أميال من غمرة عند الحادي عشر من البريد يسرة ، وقبل البريد (أم خرمان)، ومنه يعدل أهل البصرة. وهو الجبل الذي عليه علم ومنظرة ، وعنده بركة أوطاس وآبار ومنازل. وأم خرمان : امرأة كانت في هذا الموضع يسمى ذلك الجبال بها. وأوطاس الذي قسم النبي (صلى الله عليه وآله) عندها غنائم خيبر حين رجع من الجعرانة. وعند أوطاس قصور وأبيات وحوانيت ، وبركة عن يسارها. ويقال : إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يرضع في تلك الناحية. وثم مسجد يقال له : مسجد عائشة ، بناه عبد الصمد بن علي ، فإذا انحدرت منه صرت إلى تهامة. ذكر ابن بليهد (غمرة) عند ذكره (غمار) قال : هذا الاسم أي غمار يطلق على موضعين ؛ أحدهما جبل محاذ بلد سميراء من الجهة الجنوبية على حدود بني أسد ، ويقال له اليوم : (الغيمار)، وهو جبل أحمر شاهق إلى السماء ، وتصطاد منه الصقور ، وبه مياه كثيرة ، وهناك ماءة يقال لها : غمرة. وظني أنها التي عناها زهير في هذين البيتين :
رعوا ما رعوا من ظمئهم ثم أوردوا
غمارا تسيل بالرماح وبالدم
وهي واقعة في بلاد غطفان شمالي النقرة على مسافة يوم. وقد أغزى
পৃষ্ঠা ৩৪