وفي بدرة في الجانب الثاني تل يقال له : العقر ، وإلى جانبه شيدت حكومتنا العراقية دورا للموظفين ، ويوجد أيضا تل كبير في قضاء الشامية من أراضي (عشيرة الكرد) يسمى (عقر)، وهذا الاسم يشمل جميع الأراضي الزراعية المحيطة به. وقد مررت عليه عام 1347 هج ، وشاهدت عليه بعض البيوت مقامة ، وهي من سعف النخل والقصب لم يزل حتى اليوم حواليه الأرض الزراعية التي قد أوقفها السيد عماد الدين وبهاء الدين على أبنائهما ذكورا وإناثا ، وقد أثبتا تلك الوقفية بخط ابن إختهما العلامة الحلي ، ولم يزل حتى الآن السادة المعروفون (ب آل بهية)، والعماديون يتصرفون ببعض العقر ، وإن ابتز بعض ذوي السلطة قسما منها. وعقر بابل ينسب إليها أبو الدر لؤلؤ بن أبي الكرم بن فارس العقري. قال صاحب اللباب (1): هذه النسبة إلى العقر ، وهي قرية على طريق بغداد إلى الدسكرة ، وعقر كربلاء غيره عقر بابل. ففي عقر بابل قتل يزيد بن المهلب بن أبي صفرة سنة 102 ه ، وكان قد خلع طاعة بني مروان ، ودعا إلى نفسه فأطاعه أهل البصرة والأهواز وفارس وواسط ، فخرج في مئة وعشرين ألفا ، فندب له يزيد بن عبد الملك أخاه مسلمة فوافقه بالعقر من أرض بابل ، فأجلت الحرب عن قتل ابن المهلب. وكانوا يقولون : ضحى بنو حرب بالدين يوم كربلاء ، وضحى بنو مروان بالمروءة يوم العقر. وقال الفرزدق يشبب بعاتكة بنت عمرو بن يزيد الأسدي ، زوج يزيد بن المهلب :
إذا ما المزونيات أصبحن حسرا
وبكين أشلاء على عقر بابل
وذكرها الشعراء بمراثيهم للحسين (عليه السلام)، فللعلامة المظفري قوله :
فسل عقر الطفوف تجد لديه
تفاصيلا لفاجعة الطفوف
فسأل الحسين (عليه السلام): «هل لها اسم غيره؟». فأخبروه يقال لها : كربلاء.
পৃষ্ঠা ১২৯