হুরুফ লাতিনিয়্যা
الحروف اللاتينية لكتابة العربية
জনগুলি
رب إنه لا عصمة إلا لك وحدك، وأما مثلي من بني الإنسان فقد كتبت عليه النسيان، والحوادث تنسي، والموقف كيوم الساعة، ترى الناس سكارى وما هم بسكارى. إني نسيت، لكني ذكرت الآن! ذكرت أني ظلمت نفسي بما أثمت عقلي، فأستغفرك مما رميته به من تهمة التغرير بي في هذا الرأي الذي أقام قيامة الفارغين. أشهدك أنه لم يأل جهدا من قبل في تبصيري بهذه القيامة الهوجاء، فاغفر لي ما فرطت في جنبه، فإنك أنت العفو الغفور . •••
ها إني أشعر باستجابة استغفاري، وها قد صرح المحض عن الزبد، وبان الصبح لذي عينين - كما قال بعض المتقولين - وانجاب عن البصر الغطاء، وانقشعت سحابة ذلك الشك الأليم، واطمأننت إلى أني لم أخطئ، بل إني بفضل الله جد مصيب.
فإليك عني ودعني من عبدة الأوهام، واستمع لما أقص عليك من نبأ المشكلة القائمة، مشكلة رسم الكتابة العربية التي يدور عليها الكلام، ويكثر فيها الملام، وتطيش الأحلام.
2
إني رجل من أهل العربية، نشأت في حجرها ومارستها إلى الشيخوخة، وسأمارسها ما دام في الأجل انفساح. وليست ممارسة العربية بالأمر الهين؛ فقد شقيت أنا وغيري بها شقاء مرا: (1)
لأن
كان هؤلاء الأولون يتفاهمون بها وينطقون عباراتها نطقا صحيحا بالسجية، والسجية لا كلفة فيها ولا عناء ولا استكراه؛ لأنها عادة ينطبع عليها اللسان، كسجيتك في النطق بلهجتك العامية سواء بسواء. لو كنت شاهدهم - عصر النبوة، ومن قبل عصر النبوة - لرأيت الفصحى تتدفق من أفواههم زاكية زاهرة باهرة، معتدلة القوام، سليمة من الآفات، لا يجدون في أنفسهم ضيقا بها ولا حرجا، ولا يحتاجون في تقويمها لمتون ولا لشروح وحواش وحواشي حواش، ولا يلجئون لابن من أبناء مالك أو عقيل، ولا لأشموني، ولا صبان. (2)
ولأن قواعد نحو الفصحى وصرفها بالغة في الصعوبة والتعقد والعسر والارتباك، ترغمك الآن على الرجوع إلى تلك المتون والشروح، والتعرف إلى أولئك العلماء الأجلاء. (3)
ولأنها - كما وصلت إلينا - ليست لغة واحدة يخف حملها، بل هي جملة لهجات جمعها أوائل المسلمين وكدسوا في المعاجم مفرداتها جميعا، وشواهدها جميعا، فألقوا على كواهلنا في المدارسة والاصطناع أضعافا مضاعفة من الأوقار والأوزار والأحمال الثقال، وزادونا في الدرس والتحصيل عناء وشقاء وبلاء، وبغوا علينا، من حيث يشعرون أو لا يشعرون، وظلمونا ظلما عظيما، وجعلوا من بالعدوة القصوى من النظارة والمراقبين يتفرجون بنا ويبتسمون لقوة صبرنا على احتمال تلك المكاره والأوزار؛ إذ يرون أنفسهم قد خفت عليهم مئونة لغاتهم، فهم يحلقون فوق رءوسنا في جو السماء ، ويروننا كالبراذين الدبرة المجرحة نجر حمل لغتنا ومن ورائنا سائق غليظ يسومنا صعود الجبل، وليس لنا من منجد ولا مغيث. (4)
ولأن خير متعلميها - من شبان وشيوخ بلا استثناء - يتعذر على الواحد منهم أن يقرأ أمامك صحيفة واحدة من أي كتاب، أو نهرا واحدا من أية جريدة؛ قراءة متتابعة متصلة الأجزاء، من غير أن يلحن لحنا فاحشا أو غير فاحش، أو على الأقل من غير أن يتوقف ويقطع أوصال العبارات. وهو في قراءته مشغول أبدا بتحديد البصر وإعمال الفكر تحسسا لمعنى ما يقرأ، قبل أن يقرأ؛ حتى يستطيع أن يقرأ. وتراه في تلك الحال كالمجذوب المتوجد، أو المكروب المتجلد، جاحظ العينين تارة، أخزرهما أو أحوصهما تارة أخرى، مضروب اللسان باللعثمة والغمغمة والفأفأة وغيرها من ضروب الارتتاج.
অজানা পৃষ্ঠা