بإمكانها أن تنتظر حتى يتحرك القطار، ولكن كم من الوقت سيستغرقه ليستأنف الرحلة؟ وماذا لو كان أحد في حاجة ماسة للدخول؟ لذا قررت أن تغلق غطاء المرحاض وتغادر.
عادت إلى مقعدها، وجلس على الجانب الآخر منها طفل صغير في الرابعة أو الخامسة من عمره ، وكان يلهو بأقلام التلوين في صفحات أحد كتب التلوين، وتحدثت أمه مع جولييت بشأن القهوة المجانية.
قالت: «هي مجانية بالفعل، ولكن على المرء أن يحضرها بنفسه، هل تمانعين في مراقبته حتى أحضر القهوة؟»
قال الطفل دون أن يرفع بصره: «لا أرغب في المكوث معها.»
قالت جولييت: «سأذهب أنا لإحضارها.» ولكن في تلك اللحظة دلف النادل وهو يدفع عربة القهوة أمامه.
قالت الأم: «ها هي القهوة، ما كان ينبغي أن أتذمر بسرعة، هل سمعت بأنها كانت جثة شخص ما؟»
هزت جولييت رأسها بالنفي. «إنه لم يكن حتى يرتدي معطفا. لقد رآه أحدهم وهو ينزل من القطار، ويستأنف السير للأمام، ولكنهم لم يدركوا ما الذي كان يفعله، ويبدو أنه دار حول المنعطف ولم يره المهندس حيث كان قد قضي الأمر وفات الأوان.»
وعلى بعد عدة مقاعد أمامهم، على نفس صف الأم من الممر، انطلق أحد الأشخاص قائلا: «ها هم قد عادوا.» نهض بعض الأشخاص بجانب جولييت، وأحنوا رءوسهم ليشاهدوا، ونهض الطفل الصغير أيضا من مكانه، وضغط بوجهه على الزجاج، وطلبت منه أمه أن يجلس مكانه. «استأنف التلوين، انظر إلى الفوضى التي صنعتها عبر السطور.»
ثم قالت لجولييت: «لا أستطيع النظر، ليس بمقدوري رؤية شيء كهذا.»
نهضت جولييت من مكانها لكي تشاهد ما يجري، ورأت مجموعة من الرجال يهرولون عائدين إلى المحطة، وخلع بعضهم معاطفهم التي تكومت فوق النقالة التي حملها اثنان منهم.
অজানা পৃষ্ঠা