وستضيع هي.
ستضيع بالفعل. ما الغاية من استقلالها إحدى سيارات الأجرة وإعطاء سائقها العنوان الجديد؟ وما جدوى أن تستيقظ في الصباح الباكر وتنظف أسنانها وتلتقي بالعالم من حولها؟ لم تريد أن تحصل على وظيفة؟ لم تضع الطعام في فمها؟ لم تستقل المواصلات العامة من مكان لمكان؟
انتابها شعور بأن قدميها تبعد عن جسمها بمسافة هائلة، وأن ساقيها، في ذلك السروال الجديد والنظيف غير المعتاد، تثقلهما أغلال حديدية. لقد كانت تغوص في الأرض كحصان مصاب لن يقوى على النهوض مرة أخرى.
امتلأت الحافلة ببعض الركاب الآخرين، وبالطرود التي كانت تنتظر في تلك البلدة. وها هي سيدة وطفلها في عربته يلوحان مودعين شخصا ما، بينما يتحرك المبنى من خلفهما والمقهى الذي كان بمثابة محطة انتظار الحافلة. شعرت بأن هناك موجة تسللت عبر قوالب الطوب بالبناية ونوافذها، وكأنها على وشك أن تذيب كل شيء. ومع شعورها بأن حياتها في خطر، أخذت كارلا تدفع بكل من جسمها الضخم، وأطرافها التي كانت كالحديد الثقيل إلى الأمام. وراحت تتعثر في خطاها وهي تنادي بأعلى صوتها: «أنزلني هنا.»
جذب السائق مكابح السيارة وقال في حدة: «اعتقدت أنك ذاهبة إلى تورونتو؟» رمقها الركاب بنظرات مليئة بالفضول، ولم يكن لأحد أن يدري بكم الألم الهائل بداخلها. «يجب أن أنزل هنا.» «هناك دورة مياه في الخلف.» «لا، لا، علي أن أنزل هنا.» «لن أنتظر، أتفهمين؟ هل معك أمتعة بالأسفل؟» «لا، نعم. لا.» «ليس لديك أمتعة؟»
قال أحد الركاب: «إنه رهاب الأماكن المغلقة. هذا كل ما في الأمر.»
قال السائق: «هل أنت مريضة؟» «لا، لا، أريد أن أنزل فحسب.» «حسنا، لا بأس.»
تعال خذني، تعال خذني أرجوك.
سأفعل.
كانت سيلفيا قد نسيت أن تحكم غلق الباب، وأدركت أنه ينبغي لها أن تفعل ذلك الآن، لا أن تفتحه، ولكن كانت تلك الفكرة متأخرة، فقد فتحته بالفعل.
অজানা পৃষ্ঠা