রাসুলের রাজ্যের যুদ্ধ (প্রথম খণ্ড)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
জনগুলি
صلى الله عليه وسلم ، فقال: لا. فدعاه، فغمز حدقته براحته، فكان لا يدري أي عينيه أصيب، وفي رواية: فكانت أحسن عينيه. وعن رافع بن مالك: رميت يوم بدر بسهم، ففقئت عيني، فبصق فيها رسول الله ودعا لي، فما آذاني منها شيء.»
27
ويروى أن «خبيب بن عدي» ضرب يوم بدر «فمال شقه، فتفل عليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، ولأمه، ورده، فانطبق.» ثم يتقدم صاحب «دلائل النبوة» بمجموعة من الروايات يراها من تلك الدلائل، ومنها «عكاشة بن محصن قاتل بسيفه يوم بدر حتى انقطع في يده، فأتى رسول الله فأعطاه جذلا من حطب وقال: قاتل بها يا عكاشة، فلما أخذه من يد رسول الله هزه فعاد سيفا، طويل القامة، شديد المتن، أبيض الحديدة، فقاتل به حتى فتح الله تعالى على رسول الله، ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد ... وكان ذلك السيف يسمى القوي ... وانكسر سيف سلمة بن أسلم بن حريش يوم بدر، فبقي أعزل لا سلاح معه، فأعطاه رسول الله قضيبا كان في يده، من عراجين بن طاب، فقال: اضرب به، فإذا هو سيف جيد، فلم يزل عنده حتى قتل يوم جسر أبي عبيدة.»
28
وهكذا احتشدت كتب السير والأخبار بالمزايدات، والروايات التي تنزع نحو الأسطورة، بمجرد أن فتح لها الباب، وبات بالإمكان سلخ أي حدث عن واقعه، ونقله إلى مستوى آخر، يكسر الواقع ويدعم الأسطورة بالشهادات. وهو ما تمثل في قصة حدثت عند بدء وقعة بدر، عندما أمسك النبي عليه الصلاة والسلام بحفنة من الحصباء، ورمى بها قريشا ثم قال: شدوا.
ولأن إلقاء الحصباء على العدو لا يحمل أية دلالة عسكرية بعينها، ولأن ذلك التصرف النبوي لا بد له معنى محدد يؤدي دوره في المعركة، فقد انتقلت المزايدة بإلقاء الحصباء إلى المستوى السحري، لتؤدي دورا عسكريا كاملا. وكثيرا ما وردت تلك المزايدات على لسان مشركين أسلموا متأخرين، ومنهم الطلقاء الذين أرادوا التحبب للإسلام والمسلمين ونبي الإسلام، ببعض المجاملات والملاطفات، ومنهم المؤلفة قلوبهم بالطبع الذين أرادوا أن يردوا التحية بأحسن منها، ومن تلك المزايدات رواية تقول: «سمعت نوفل بن معاوية الديلي يقول: انهزمنا يوم بدر، ونحن نسمع صوتا كوقع الحصى في الطاس في أفئدتنا، ومن خلفنا، فكان ذلك من أشد الرعب علينا.»
29
ومثله قول «حكيم بن حزام»: «التقينا فاقتتلنا، فسمعت صوتا وقع من السماء إلى الأرض، مثل وقع الحصى في الطست، وقبض النبي القبضة فرمى بها، فانهزمنا، وسمعنا صوتا من السماء وقع إلى الأرض كأنه صوت حصاة في طست، فرمى رسول الله تلك الحصاة يوم بدر، فما بقي منا أحد.»
30
অজানা পৃষ্ঠা