রাসুলের রাজ্যের যুদ্ধ (প্রথম খণ্ড)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
জনগুলি
3
وهكذا، تحول اتفاق الأنصار مع النبي في العقبة الثانية إلى غايته المضمرة، وأدرك الأنصار أنه قد آن أوان الإفصاح عن كامل بنود ذلك الحلف، التي وعوها مبكرا في قولهم للنبي آنداك: «إن شئت لنميلن غدا على أهل منى بأسيافنا.» فأجل النبي الإمالة بالسيف إلى فيما بعد، وقد جاء أوان المابعد. الذي طور البنود المعلنة، من ميثاق دفاعي لتسفر عن البند المرجأ الذي يجعل الميثاق حلفا هجوميا محاربا، فتحولت عناصر الجماعة الإسلامية كلها، مهاجرين وأنصارا، إلى دولة محاربة هجومية، دولة عسكر ومغانم متكاملة، مقاتلة كالقبيلة تماما، وبذات منطقها، لكن بعد أن تحول الولاء عن القبيلة وسلفها المعبود إلى الدولة ممثلة في الله ورسوله، وإلى المصالح المادية المباشرة الجامعة لأعضاء الدولة ممثلة في المغانم. وجاء دور رجال الحرب والدم والحلقة، الذين تحولوا عن الإجارة إلى الإغارة.
وهنا نقطة التحول المادية الخطيرة، التي لعبت دورا عظيما في جذب الأتباع من مستضعفي القبائل ومحاربيهم، بعد أن ظل النبي في مكة ثلاثة عشر عاما يدعو دون إجابة العدد الكافي من المستضعفين إلى دعوته، حيث كانت الدعوة تؤجل الوعد بالنعمة والرفاه إلى الآجل في رغد جنة الخلد، وهو ما ظهر كما لو كان تأجيلا ميتافيزيقيا لحل قضيتهم، وإرجاء رفع الشقاء المادي عن حياتهم الآنية، في مجتمع تجاري مادي بحت؛ ولهذا عندما تم الإعلان عن مغانم أحلها الله لرسوله والمؤمنين من أموال المشركين، أصبح الحل حقيقة مادية دنيوية ملموسة، ومكاسب عينية ماثلة أمام المستضعفين، تدعوهم إلى دخول جيش الدولة الجديدة، وهو الهدف الذي سيفصح عن نفسه عمليا في المكاسب التي ستحققها الغزوة البدرية لجماعة المسلمين ، لتحول حالهم الشظف إلى حال آخر، وفي تحالف القبائل المحيطة بالمدينة مع القوة الإسلامية. (1) خطة المعركة
مع التجوال المتأني بين دفتي كتابات السير والأخبار الإسلامية، يجد القارئ نفسه مع النبي
صلى الله عليه وسلم ، إزاء قائد عسكري، يبدأ بضمان ولاء رجاله، ثم يخطط للمعركة، فيرسل العيون لتأخذ له بالأخبار عن عدوه، فيعلم بتمكن القافلة من الهرب، وبخروج قريش إلى بدر لتحتفل بنجاة تجارتها، ونشر مهابتها بين العرب، وأن العير وإن ذهبت فقد جاءت قريش، وهي إحدى الطائفتين الموعودتين، فيخرج القائد برجاله من موضع إلى آخر مسرعا، يختصر طرقا ويضرب في أخرى،
4
عامدا إلى التخفي وستر أمر مسيره وعدم إفشاء خطوه، فيأمر بقطع الأجراس من أعناق الإبل،
5
والسير الصامت.
ثم يقسم النبي
অজানা পৃষ্ঠা