রাসুলের রাজ্যের যুদ্ধ (প্রথম খণ্ড)

সায়্যিদ কিমনি d. 1443 AH
124

রাসুলের রাজ্যের যুদ্ধ (প্রথম খণ্ড)

حروب دولة الرسول (الجزء الأول)

জনগুলি

وهكذا ألغي الأمر النبوي بقتل بني قينقاع، لكن شرط جلاءهم من المدينة خلال أيام ثلاثة لا تزيد. وبالفعل لم تمض الأيام الثلاثة حتى كان بنو قينقاع يحملون متاعهم راحلين، تاركين مزارعهم وحصونهم وما لم يقدروا على حمله، متجهين إلى أذرعات ببلاد الشام. وبذلك كان أول صدام بين النبي وبين يهود المدينة، وأول قرار يصدر يؤكد سيادة الرسول ويعني قيام حاكم واحد لدولة المدينة، وهو القرار الذي أدى دورا عظيما في انكماش بقية المعارضين في يثرب لسلطان الدولة الجديدة، كما أدى من جانب آخر إلى تقليم أظافر «ابن سلول» وإضعاف مركزه ، بهجرة حلفائه الذين كانوا حماية له من الأحمر والأسود من الناس، أي من اليهود والعرب. ويكفي أن نعلم مدى ذلك الأثر على «ابن أبي»، في فارق الساعات ما بين إمساكه بلحم جنب النبي الشريف، وإصراره على مطلبه، وبين مغادرتهم يثرب بقرار آخر، ما إن سمعه «ابن أبي» حتى عاد مسرعا إلى النبي ليسأله بقاء قينقاع في يثرب، فحال بينه وبين الدخول إلى النبي جماعة من الصحابة، فلما حاول الدخول دفعوه إلى الحائط فشج وجهه، بينما قينقاع ينظرون ينتظرون آملين في نتيجة المحاولة. فلما ضرب «ابن أبي» بالحائط وشج، ذهبت قينقاع في طريقها وهي تقول: والله لا نمكث في بلد يفعل فيه ذلك بأبي الحباب، ولا نستطيع أن ننتصر له. وغادروا يثرب، بل والجزيرة جميعا إلى الشام.

23

وقد عقبت الآيات على موقف «ابن سلول» بقولها:

يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين *فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين (المائدة: 51، 52).

أما «الحلبي» كاتب السيرة، فلم يرض - فيما يبدو - بخروج قينقاع سالمين من يثرب، والرجوع عن قتلهم، فقال إن النبي دعا عليهم بالهلاك، فما بلغوا أذرعات الشام، حتى هلكوا جميعا بتلك الدعوة.

24

وهكذا ذلت النضير بمقتل «كعب بن الأشرف»، وغادرت قينقاع، وقلمت أظافر «ابن سلول» وشج وجهه أمام حلفائه وأهله. في الوقت الذي استمرت فيه السياسة العسكرية على طريق الإيلاف، حتى جاءت سرية ذي قرد، لتكشف المدى الذي وصلت إليه قريش من هوان. ويروي لنا الطبري أنها كانت في جمادى الآخر عام ثلاثة للهجرة، عند مياه في نجد تدعى ماء القردة من بطن عالج. والقصة «أن قريشا خافت طريقها التي كانت تسلك إلى الشام، فسلكوا طريق العراق، فخرج منهم تجار فيهم أبو سفيان بن حرب ومعه فضة كثيرة، وبعث رسول الله

صلى الله عليه وسلم

زيدا بن حارثة، فلقيهم على ذلك الماء، فأصاب تلك العير وما فيها، وأعجزه الرجال، فقدم بها على رسول الله، فكان الخمس عشرين ألفا، فأخذه رسول الله

صلى الله عليه وسلم ، وقسم الأربعة أخماس على السرية.»

অজানা পৃষ্ঠা