لا تكون قاعدة الشورى من نواصر الحرية وأعوانها، إلا إذا وضع حجرها الأول على قصد الحنان والرأفة بالرعية، وأما المشاركة في الرأي وحدها، ولا سيما رأي من لا يطاع، فلا تكفي في قطع دابر الاستبداد.
وأهم فوائد المشورة تخليص الحق من احتمالات الآراء، وذهب الحكماء من الأدباء في تصوير هذا المغزى وتمثيله في النفوس إلى مذاهب شتى؛ قال بعضهم:
إذا عن أمر فاستشر فيه صاحبا
وإن كنت ذا رأي تشير على الصحب
فإني رأيت العين تجهل نفسها
وتدرك ما قد حل في موضع الشهب
وقال غيره:
اقرن برأيك رأي غيرك واستشر
فالحق لا يخفى على إثنين
والمرء مرآة تريه وجهه
অজানা পৃষ্ঠা