وإني أنبه أن الشفاعة تعتمد على العلم الحق ، ولا يمكن أن تتحقق ، إلا إذا قام بها من يعلم من حال المشفوع له ، أكثر مما يعلم عنه المشفوع عنده
وبعبارة أكثر إيضاحا ،... إن الشفاعة تعني أن أي نبي رسول ، أو نبي حين يشفع لفلان من الناس عند الله ،
فإن هذا يعني أن النبي يعلم عن أعمال هذا المشفوع له ، أكثر وأدق مما يعلمه الله عن هذا المشفوع له وهذا محال ،
وهذا المقال لا يليق بذي الجلال ، بل هو شرك بلا جدال
(قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون) يونس 18
وإذا كانت الشفاعة تعني ما ذكرنا ، فليكن معلوما أن الأنبياء والمرسلين غير مؤهلين لهذا العمل ،
ولا يرضون لأنفسهم إدعاء هذا الشرك الوبيل لأنهم لا يعلمون ، ولأنهم لربهم يقدرون ، وله يوحدون ، ولا يشركون به شيئا
(ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) الأنعام 88
هكذا يقول الله عنهم ، ويقول لرسوله الخاتم محمد
(ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) الزمر 65
অজানা পৃষ্ঠা