أبوك قتيل الجوع قيس بن جندل ... وخالك عبد من خماعة راضع
وميمون:: اسم منقول من الصفة إلى العلمية.
وقيس، وجندل منقولان أيضًا من الأنواع، والقيس: الشدة والقيس: الصنم، والقيس: القياس.
وروى قوم: ثويته بضم التاء، والوجه فتحها على الخطاب؛ لأن قبله:
هريرةَ ودِّعها، وإنْ لام لائمٌ ... غداةَ غدٍ، أم أنتَ للبَين واجم
والثواء: الإقامة، يقال: ثوى الرجل وأثوى.
يقول: ودع هريرة، وإن لامك اللائم في مفارقتها، فقد أقمت عندها حولًا، ومن أقام مع محبوبته عامًا فقد شفى غرامه، وسئم مقامه، ولكنك لمفارقتك إياها واجم، على المقام معها عازم.! والواجم: الحزين الكئيب.
واللبانات: الحاجات، واحدها: لبانة.
والسأم: الملل.
وثواء: بدل من حول، وثويته جملة لها موضع من الإعراب؛ لأنها في مكان الصفة لثواء، وهي صفة جرت على غير من هي له، ولو صيرتها اسمًا، لقلت: ثاويه أنت، فانفصل الضمير المتصل؛ وبرز ويجب أن يكون في هذه الجملة ضميران عائدان: إلى الثواء من صفته وعائد إلى الحول من بدله؛ لأن حكم الصفة: أن يعود منها عائد إلى موصوفها، وحكم بدل الاشتمال، وبدل البعض من الكل: أن يكون في كل واحد منهما ضمير، يعود إلى المبدل منه؛ فالهاء في ثويته تعود إلى الثواء، والعائد إلى الحول مقدر كأنه قال: ثواء ثويته فيه.
ونظير هذه المسألة من مسائل النحو: نفعني عبد الله علم أفادنيه، أي أفادنيه هو، فالهاء في أفادنيه عائدة إلى علم، وهو المضمر عائد إلى عبد الله.
وقد قال بعض من شرح أبيات الجمل من شراح عصرنا: إن الهاء من ثويته يجوز أن تعود إلى الثواء، ويجوز أن تعود على الحول.
وذلك خطأ، لأنه إذا أعاد هاء ثويته على الحول، بقى الموصوف لم يعد إليه من الجملة التي هي صفة عائد.
وإذا جعلها عائدة على ثواء بقى المبدل منه لم يعد إليه من المبدل عائد، فلا بد من تقدير ضمير آخر كما قلنا.
ومن روى: تقضي، وجعله مصدرًا مضافًا إلى لبانات جاز أن يكون اسم كان، وخبرها في المجرور، وجاز أن يضمر في كان الأمر والشأن، ويرفع تقضى لبانات بالابتداء، والخبر في المجرور قبله والجملة خبر كان.
ويلزم في هذه الرواية: أن تنصب ويسأم، بإضمار أن ليصير مصدرًا، وتعطفه على تقضى، كأنه قال: تقضى لبانات، وسآمة سائم، إذ لا يصح عطف فعل على اسم.
ونظيره من مسائل النحو قولك: يعجبني ضرب زيدٍ ويغضب، ومثله قول ميسون بنت بجدل:
للبس عباءة وتَقَرُّ عيني ... أحبُّ إليّ من لُبس الشُّفُوفِ
تقديره: للبس عباءة وقرارة عيني.
ووزن تقضي من الفعل: تفعل، كسرت الضاد منه لتصح الياء، كما كسرت النون من التمني، واللام من التسلي.
ومن روى: تقضى لبانات، ورفع اللبانات، وجعل تقضى فعلا لما لم يسم فاعله، ومفعوله لبانات، ورفع ويسأم عطفًا عليه، ولزم أن يضمر في كان الأمر والشأن على كل حال.
وأنشد أبو القاسم، في باب: أقسام الأفعال في التعدي:
أَمرْتُكَ الخَيرَ فافعل ما أُمرت به ... فقد تركتُكَ ذا مال وذا نَشبِ
هذا البيت: وقع في كتاب سيبويه منسوبًا إلى عمرو بن معديكرب، وذكر الهجري في نوادره: أنه لأعشى طرود.
وعمرو اسم منقول من الأنواع إلى العلمية. وللعمر أربعة معان: العمر: البقاء، ومنه قيل: لعمر الله، إنما هو قسم ببقائه ﷿. والعمر: ما بين الأسنان من اللحم.
والعمر: القرط.
والعمر: طرف الكم، وجاء في الحديث: لا بأس أن يسجد الرجل على عمريه.
وأما معديكرب: فقال أبو العباس أحمد بن يحيى: معناه: عداه الكرب، أي تجاوزه، حكى ذلك أبو الفتح بن جني، عن أبي علي الفارسي.
ويكنى عمرو: أبا ثور، وزعم بعضهم: أنه يكنى: أبا ريحانة، ببنت كانت له، وفيها يقول:
أمِنْ رَيْحانَةَ الدَّاعي السميع ... يؤرقني وأصحابي هجوع
وهذا غلط؛ إنما ريحانة أخته، وهي أم دريد بن الصمة.
ويروى: ذا نشب بشين معجمة وكذا رواه أصحاب سيبويه في كتابه، ولم يختلفوا فيه، ورواه الهجري بسين غير معجمة، فمن رواه بسين غير معجمة فله أن يقول: إن قوله: ذا مال قد أغنى عن ذكر النشب.
ومن رواه بالشين المعجمة، فله أن يحتج بأشياء، منها: اتفاق رواة كتاب سيبويه فيه على الشين.
1 / 4