وقال قوم: أراد بالطفل: اصفرار الشمس، وميلها للغروب والأشهر في هذا طفل بفتح الطاء والفاء.
وقال ابن قتيبة: الطفل: صلاة لهم كانوا يصلونها عند غروب الشمس.
وعوف وضبيس: اسمان منقولان، فالعوف نبت، قال النابغة:
وأنبت حَوْذانا وعَوفا منوّرًا ... سأهدي له من خير ما قاله قائل
ويقال للجرادة: أم عوف، قال الشاعر:
فما صفراء تُكنْى أُمَّ عوْفٍ ... كأن رُجيلتَيْها مِنجلاَنِ
ويقال للذكر: عوف، وللفرج شريج، ويقال للمتزوج: نعم عوفك! قال الشاعر:
إذا عوفُ تولَّج في شُريْج ... علانيةً فقد وَجَبَ الصدَاقُ
والضبيس من الرجال: السيء الخلق.
وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب الديباجة أن الكميت من الخيل بين الأحوى والأصدأ، وهو أقرب من الشَّقْر والورد إلى السواد، وأشد من الشَّقر الورد حمرة، والأنثى أيضًا كميت، وقسه ثمانية أقسام: كميت أحم، وكميت أسحم، وكميت مدمى، وكميت أحمر، وكميت مذهب، وكميت محلف، وكميت أكلف، وكميت أصدأ.
فالكميت الأحم: الذي يشاكل الأحوى، والأحوى أهون سوادًا من الجون.
وينفصل الكميت الأحم من الكميت الأحوى بحمرة أقرابه ومرافقه.
والكميت الأسحم أظهر حمرة في سراته من الكميت الأحم، غير أن حمرته ليست بصافية.
والكميت المدمى: الذي شعر سراته أحمر، شديد الحمرة، وكلما انحدرت الحمرة إلى مرافقه ازدادت.
والكميت الأحمر: أشد حمرة من المدمى.
والكميت المذهب: الذي خالط حمرته صفرة.
والكميت المحلف: الذي يحلف فيختلف الناظرون فيه، فيقول بعضهم هو أشقر، وبعضهم: هو ورد، وبعضهم: كميت.
وقال: أمارة المحلف بين الأصهب والأحمر، قال الشاعر:
كُميت غيرُ مُحْلِفَةٍ، ولكن ... كَلَوْنِ الصِّرْفُ عُلَّ به الأديم
والكميت الأكلف: الذي لم تصف حمرته، ويرى في أطراف شعره سواد.
والكميت الأصدأ: الذي فيه صدأة، أي كدرة، وتعلو كل لون من ألوان الخيل ما خلا الدهمة، وفيها صفرة قليلة، وإنما شبهوها بلون صدأ الحديد، قال أبو عبيدة: فإذا خلصت الصفرة من الكدرة، ولم تكن حمرة الكلف، فهي عفرة.
وكميت من الأسماء المصغرة التي لا تكبير لها، وهو مصغر مرخم من أكمت بمنزلة حميد من أحمد، غير أن أكمت لم يستعمل، ويدل على ذلك جمعهم إياه على: كمت، وقال سيبويه: سألت الخليل - رحمهما الله تعالى - عن كميت؟ فقال: هو بمنزلة جميل وحمير، وإنما هي حمرة مخالطها سواد، ولم يخلص فإنما حقروها لأنها بين السواد والحمرة ولم يخلص أن يقال له: أسود ولا أحمر، وهو منها قريب، وإنما هو كقولك: هو دوين ذلك.
والمتون: الظهور ومعنى استشعرت لبسته شعارا، والشعار: ما ولي الجسد، والدثار: ما فوقه.
ونصب كمتًا: لأنه عطفه على قوله قبله:
حلبنا من الأعْراف أعرافِ بيشةٍ ... وأَعرَافِ لبْني الخَيْل يا بُعْد مَحلبِ!
بنَات العراب والوجيه ولا حق ... وأعوج يتمي يشبه الْمتَنَسّبِ
وِرادًا وحُوًا مشرِفًا حُجُباتُها ... بناتُ حصان قد تعولم مَجْنَبِ
وأنشد أبو القاسم في هذا الباب:
فَرَدَّ عليَّ الفُؤادِ هَوىً عَميدًا ... وسُوئل لو يُبين لنا سُؤَالًا
وقد نَغْنَى بها ونَرى عُصُورًا ... بها يَقْتَدْنَنا الخُرُدَ الخِذَالاَ
ذكر أبو القاسم هذين البيتين: لعمر بن أبي ربيعة، وهو غلط، إنما هما للمرار الأسدي، وهو من بني فقعس، كذا في كتاب سيبويه، ولم أجدهما في ديوان شعره.
وهما مراران، أسدى.
وهو المرار بن سعيد، وهو الذي كان يهاجي المساور بن هند.
وعدوى، وهو المرار بن منقذ من بني العدوية، وهو القائل:
لا حَبَّذَا أنتِ يا صَنْعَاءُ مِنْ بلَدِ ... ولا شعوبُ هَوىً منِّي ولا نُقُمُ
والمرار: اسم منقول من الصفات، وكذلك: سعيد ومنقذ وأما فقعس فاسم مرتجل لا أعلم له اشتقاقًا!.
والهوى العميد: المفسد الكبد، والرجل العميد: الذي أفسد الحب كبده.
وقيل: العميد، والمريض الذي لا يقدر على الجلوس حتى يعمد من جوانبه.
ويدل على الوجه الأول قول الشاعر:
إِنْ وصفوني فَنَاحِل الجسد ... أو فتَّشوني فابيض الكبد
وقال الآخر:
1 / 25