مقدمة الجزء الثاني
قال الله تعالى : « انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبورا ، ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما » (1)
بعث الله تبارك وتعالى الانبياء والرسل والاولياء مبشرين ومنذرين وبعث معهم الكتب والشرائع ، مبشرين لمن اطاعهم بالجنة ، ومنذرين لمن عصاهم بالنار ، وانزل الكتب والشرائع ليحكموا بين الناس بالحق والعدل.
الله سبحانه خلق الانسان بطبيعته وفطرته امة واحدة ، يرتبط بعضه ببعض ، ويحتاج بعضه الى البعض ، في المعاش والامور الدنيوية والاخروية ، ولا يستغني بعضه عن بعض ، وكان لابد لهم من الاختلاف في امورهم المعاشية والاجتماعية والسياسية والحكومية ، وعلى هذا الاساس بعث الله تعالى من رحمته بهم الرسل والانبياء والاولياء مبشرين ومنذرين ، يبشرونهم بالخير والسعادة في الدنيا والآخرة اذا التزموا بما امرهم وعلمهم الانبياء والرسل ، واكتفى بما لديهم من الحق ولم يعتد على غيره ، وينذروهم ويحذروهم من المخالفة وخيبة الامل واذا اتبعوا شهواتهم يكون مصيرهم عذاب الآخرة ونار جهنم.
পৃষ্ঠা ৫