لا إله إلا الله الحمد لله الذي أسماؤه غيره إجماعا، بمعنى الحروف المنطوق بها كقولنا: الله الرحمن، وأسماؤه هو إجماعا بمعنى أنه إله قبل الخلق وبعده، علموا أنه إله أو لم يعلموا، أو أنه قادر قبل الخلق وبعده علموا أنه إله أو لم يعلموا أنه قادر قبل الخلق وبعده قادر أو لم يعلموا أو أنه عالم قبل الخلق وبعده علم الخلق أو لم يعلموا. وإذا خلق شيئا فهو خالقه علم الخلق أنه خالقه أو لم يعلموا وإذا أنبت نباتا فهو منبته علموا أنه منبته أو لم يعلموا، أو كذا غير ذلك من الأفعال والصفات. ومن زعم انه عز وجل لا يعلم شيئا حتى يكون قد كفر. وفي هذا فقد نفى القدر.
<ج1/ 22 > لا إله إلا الله الحمد لله الذي ليس جسما؛ لأن الجسم لا يخلق جسما، وليس عرضا لأن العرض لا يفعل ولا يبقى ولا يقوى ولا يستقل ولو كان جسما لاحتاج إلى مركب ومحدث فيتسلسل أو يدور وكلاهما محال وإن انتهى في تتابعه لم يصح أن ينسب الأفعال إلا لما انتهى إليه وإلا كان عبثا وتحكما أن كان خالق الأشياء هذا وخالق هذا ذلك فليكن خالقها هو ذلك لا هذا إذ لا دليل عليه.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي علمناه واحدا لا إله معه بأنه قادر القدرة كلها والغني الغنى كله؛ لأنه لا يحتاج لغيره في شيء ولا غالب له، والواحد الحقيق لا يكون إلا غالبا، والمصطلحان عاجزان معا لا غالبان معا، ولا واحد منهما والمغلوب غير غالب.
পৃষ্ঠা ৯