فعلى الآيات والأخبار الصحيحة من النص والإجماع اعتمد أهل السنة في خلافة أبي بكر، فلما صحت عندهم من هذين الوجهين صح عندهم خلافة عمر بالنص عليه من الخليفة المجمع عليه.
أخبرنا القاضي أبو منصور الأصفهاني، الإسناد إلى أبي وائل، عن مسروق قال: ((لما حضرت أبا بكر الوفاة أرسل إلى عائشة فدعاها، فلما دخلت عليه قالت: هذا كما قال الأول:
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فقال أبو بكر: ألا تقولين كما قال الله عز وجل: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد}؟ ثم قال: إني إن كنت عليك كلا فإن شئت فخذي منه قطاعا أو قطاعين ثم أجعله في الميراث، فإنما يرثني أنت وأخوك. قال: ففعلت. قالت: ثم دعا بصحيفة فكتب، فلما فرغ قال: اللهم إنك تعلم أني لو آلو ولم آل. قالت: فأيست عند ذلك من طلحة، وكنت أحدث نفسي لعله يستخلفه. قالت: فأرسل بالصحيفة إلى عمر، ثم قال: يا بنية! إذا أنا مت فانظري ما زاد في مالي منذ دخلنا في هذه الإمارة فرديه إلى الخليفة بعدي، فإني كنت أتحاشاها بجهدي، إلا ما كان يصيبني وركها ولحمها. فلما توفي نظرنا في ماله فوجدناه زاد ناضحا وجارية كانت تحمل بنتا له، فأرسل بهما إلى عمر.
فأخبرني جرير أنهما لما أتى بهما عمر أرسل عينيه، ثم قال: يرحم الله أبا بكر! لقد أتعب من بعده إتعابا شديدا.
أخبرنا أبو عيسى عبد الرحمن الكاتب، الإسناد إلى قيس بن أبي حازم قال: ((خرج علينا عمر ومعه شديد مولى أبي بكر، فقال: أيها الناس! اسمعوا قول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد رضيت لكم عمر فبايعوه)).
أخبرنا أبو بكر الخطيب، الإسناد إلى عطاء بن مسلم، عن الأعمش قال: ((قيل لابن أبزى: أتجيز شهادة من يشتم أبا بكر #689# وعمر؟ فقال: لا، ولكني ضارب عنقه)).
পৃষ্ঠা ৬৮৬