74 - ومثل ابن وهب وابن يحيى وبعده ... إمام بخارى الذي فضله غمر
أبو محمد عبد الله بن وهب بن مسلم المصري.
أخبرنا أبو القاسم الفضل بن حرب، الإسناد إلى أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال: ((كان عمي بالإسكندرية فكثر عليه #669# الناس، ومنعوه من الصلاة فقال: إنما قدمت هذه البلدة للعبادة وقد شغلني الناس، وأرى أن أقطع بهم وأوثر نفسي. فشغل نفسه بالصلاة والعبادة، وقطع عنهم أياما، فجاءه يوما رجل لا بأس به، وقال: إني رأيت رؤيا، رأيت كأن النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد عظيم، ومعه أبو بكر وعمر، وأنت رابع القوم، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم قناديل تزهر لا يطفأ منها قنديل، يقول لك النبي صلى الله عليه وسلم: قم يا عبد الله فأوقد! ففعل ذلك مرارا، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله! ألا ترى إلى هذه القناديل كيف تطفئ؟ فقال: هذا عمل عبد الله بن وهب. فقال: هذا ما تركت من نشر العلم! فرجع إلى نشر العلم وترك العبادة)).
وأبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري، إمام عصره.
أخبرنا أبو بكر الأديب، الإسناد إلى محمد بن سهل بن عسكر قال: ((كنا عند أحمد بن حنبل، فدخل محمد بن يحيى فقام إليه أحمد، وتعجب منه الناس ثم قال لبنيه وأصحابه: اذهبوا إلى أبي عبد الله واكتبوا عنه)).
ورآه أحمد بن نصر أبا عمرو في المنام بعد وفاته فقال: ((يا أبا عبد الله! ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي. قلت: فما فعل بحديثك؟ قال: كتب بماء الذهب، ورفع في عليين)).
وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، صاحب ((الصحيح)).
أخبرنا إسماعيل بن مسعدة، الإسناد إلى محمد بن حمدويه قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ((أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح)).
أخبرنا أحمد بن علي الشيرازي، الإسناد إلى [أبي] جعفر محمد بن أبي حاتم قال: ((قال لي أبو عبد الله محمد بن إسماعيل #672# البخاري يوما: تعلم كم أدخلت في مصنفاتي من الحديث؟ فقلت: لا، فقال: ينبغي أن يكون مائتي ألف حديث مسندة. فقلت له: متى عددت هذا يا أبا عبد الله؟ فقال: البارحة، ما نمت حتى عددته)).
وقال: سأله بعض أصحابنا عن حديث فقال: ((يا فلان! أتراني أدلس؟! تركت اثني عشر ألف حديث لرجل لي فيه نظر!)).
وفضائل هذا الإمام مجموعة أجزاء كثيرة.
পৃষ্ঠা ৬৬৭