اعلم أخي -وفقنا الله وإياك للخير- أن هؤلاء الأئمة الخمسة كانوا في عصرهم أئمة الحجاز والعراق ومصر، وقد صنف في فضائل كل واحد منهم أجزاء، إلا أنا نورد في هذا المختصر لكل واحد منهم ما يستدل به على إمامته وفضله.
أخبرنا محمد بن أحمد بالري، الإسناد إلى خلف بن عمر قال: كنت عند مالك بن أنس، فأتاه ابن كثير قارئ المدينة فناوله رقعة، فنظر فيها مالك ثم جعلها تحت مصلاه، فلما #629# قام من عنده ذهبت أقوم فقال: اثبت يا خلف! فناولني الرقعة فإذا فيها: رأيت الليلة في منامي كأنه يقال: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فأتيت المسجد، فإذا بناحية من القبر قد انفرجت، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس والناس حوله يقولون له: يا رسول الله أعطنا! يا رسول الله مر لنا! قال لهم: إني قد كنزت تحت المنبر كنزا وقد أمرت مالكا أن يقسمه فيكم، فاذهبوا إلى مالك. فانصرف الناس وبعضهم يقول لبعض: ما ترون مالكا فاعلا؟ فقال بعضهم: ينفذ ما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم. فرق مالك وبكى، ثم خرجت وتركته على تلك الحالة.
পৃষ্ঠা ৬২৮