أخبرنا أحمد بن محمد البزاز، ببغداد قال: أخبرنا أبو طاهر، الإسناد إلى أبي سلمة، عن ابن عباس في قول الله تعالى: {ولقد رآه نزلة أخرى. عند سدرة المنتهى} قال: ((دنا ربه عز وجل منه))، {فتدلى. فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال ابن عباس: ((قد رآه النبي صلى الله عليه وسلم)).
وهذا الحديث صحيح متصل الإسناد إلى أبي العباس عبد الله بن عباس بن عبد المطلب.
وأخرجه أبو عيسى الترمذي في ((جامعه)) #442# عن سعيد كذلك.
ومن احتج بقول عائشة رضي الله عنها فهو الحديث الذي أخبرناه أبو محمد عبد الله، الإسناد إلى الشعبي، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها.
قال: قلت لها: {دنا فتدلى} قالت: ((ذلك جبريل عليه السلام)).
أخرج هذا الإسناد في الكتابين.
وهذا الحديث وإن صح سنده إلى عائشة فإن الكلام عليه من وجهين:
أحدهما: خالف ابن عباس -وهو إمام هذا الشأن، أعني علم تفسير القرآن-، ويقضى له على من خالفه.
أخبرنا أحمد بن محمد، الإسناد إلى عبد الملك بن ميسرة، عن طاووس قال: ((أدركت خمسين -أو سبعين- من #444# أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سئلوا عن شيء لا يجيبون حتى يجيب ابن عباس، فيقولوا: هو كما قلت: أو صدقت)).
والثاني: أن قولها يدل على أن الموحى جبريل؛ لقوله تعالى: {دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى}. وأجمعت الأمة على أن الموحي هو الله عز وجل، وقوله عز وجل: {فأوحى إلى عبده ما أوحى}. رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون عبدا لجبريل، فصح بذلك ما قلناه، وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس بأن يعلمه الله التأويل، ولا شك في إجابته فيه؛ فكان الرجوع إلى قوله أولى.
فأخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزاز، الإسناد إلى عكرمة، عن ابن عباس في قوله تعالى: {وما جعلنا الرؤيا التي #447# أريناك إلا فتنة للناس} قال:
((هي رؤيا عين رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به))، {والشجرة الملعونة في القرآن} قال: ((هي شجرة الزقوم)).
أخرج هذا الحديث بصحته البخاري في ((كتابه)).
পৃষ্ঠা ৪৪১