والدعاء، ولا في النهي والدعاء١.
ومنها ما يجزمُ فعلين٢ (وهي):
إن٣ إلى آخرها٤.
وَلمْ لنفي الماضي المنقطعِ عن الحال٥. وما لنفي الماضي المتصلِ بالحال.
_________
١انظر: اللمع ص ٢١٣، وشرح التحفة الوردية ص ٣٨٤ - ٣٨٥.
٢هي إحدى عشرة أداةً: إن، مَنْ، ما، مَهْمَا، أي، متى، أيَّان، أينما، إذ ما، حيثما، أَنَّى، وتُسَمَّى أدواتِ المجازاة، وتُسَمَّى أيضًا أدوات الشرطِ، والشرطُ في اللغةِ: العلامةُ، ومنه أشراطُ الساعةِ، فوقوعُ الفعلِ الأولِ علامةٌ لوقوعِ الثاني، فالشرطُ تعليقُ وقوعِ أحدِ الجائزين أو عدمِه بوقوعِ الآخرِ أو عدمِه، فلا يجوزُ: "إن طلعتِ الشمسُ زرَتك"، ولا "إن تكلَّم الحجر آتك"، لأن الأولَ واجبٌ والثاني ممتنع.
وأصل "أيّان": أي أو إن، فخُفِّفت بحذفِ الياءِ الثانيةِ من "أي" وهمزة "أو ان"، فاجتمعتِ الواوُ والياءُ وسبقت الأولى بالسكونِ فقُلبتِ الواوُ إلى الياءِ، وأُدغمتْ إحداهما في الأخرى.
انظر: (شرح ابن عقيل ٤: ٢٧، ٣١، والتَبصره والتذكرة للصيمري ١: ٤١٤، وشرح ألفية ابن معطٍ ١: ٣١٩، ٣٢٥، والجامع الصغير ص ١٧٧، وشرح الأشمونيّ ٤: ٩) .
٣ في النسخ "بنى"، ولعل الصواب ما أثبته.
٤ وإنما جُزم الفعلُ في الشرطِ، لأنَّ الشرط والجزاءَ يقتضيان جملتين. فلمَّا طالَ الكلامُ بهما اختير لهما الجزم، لأنه حذفٌ وتخفيفٌ، وهو قولُ أبي سعيد السيرافي، وأبي الحسن ابن الوراق. (شرح عيون الإعراب: للمجاشعيّ ص ٢٨٢) .
٥ "لَمْ" لنفي الماضي مطلقًا، لأنها تقلبُ معنى المضارعِ إلى المضي، وهو مذهبُ المبردِ، وقيل: تَقلبُ لفظَ الماضي إلى المضارع دون معناه، وهو مذهبُ سيبويه، وكأنَّ سيبويه رأى أن تغييرَ اللفظِ أسهلُ من تغييرِ المعنى، والأول هو الأعرفُ. وتأتي بمعنى أن الناصبة. كقوله تعالى: ﴿ألمْ نَشْرَح لَكَ﴾ . فيمن قرأَ بالفتحِ.
وأمَّا "لَمَّا" فتشاركُ "لَمْ" في النفي والقلب، وتفارقُها من أربعةِ أوجةٍ:
١- أنَّ "لَمْ" لنفي الماضي مطلقًا، أي بغيرِ قيدٍ، "ولَمَّا" لنفي الماضي المقترنِ بقد. فإذا قيلَ: "قامَ زيدٌ"، فنفيهُ: "لم يقمْ زيدٌ"، وإذا قيل: "قد قامَ زيدٌ"، فنفيه: "لمَّا يقم زيدٌ".
٢- أنَّ " لَمْ " مفردة، "ولَمَّا" مركّبة، لأنَّ أصلَها "لم"، زِيدتْ عليها ما النافية ليكونَ فيها زيادةُ المعنى. وفيه نظرٌ، لجوازِ أن تكونَ الصيغةُ بكمالِها تدلُّ على المعنى المقصود.
٣- أنه قد يحذفُ الفعلُ بعد "لَمَّا" ويُكتفى بها في الجواب، اختصارًا. فإذا قيل: "أقد
قام زيدٌ؟ " قلت: "جئتُ ولَمَّا" أي: ولمّا يقمْ. وأما "لم" فلا يحذفُ الفعلُ بعدَها إلا في الضرورة.
٤- أن " لَمَّا " تفيدُ اتصالَ النفي إلى زمنِ الإخبارِ بخلاف "لم"، فإنَّ النفيَ بها منقطعٌ. وإنما عملا الجزمَ أعني "لَمْ ولَمَّا"، حملًا لهما على حرفِ الشرطِ، لمشاركتِها له، في نقلِ الفعلِ من زمانٍ إلى زمانٍ، لأنهما ينقلانِه إلى الماضي وحرف الشرطِ إلى المستقبل. ولأنَّهما لمَّا نَقلا معنى المضارعَ إلى الماضي ازدادَ ثقلًا بقلبِ معناه على كونِه فعلًا فَخُفِّف بالحذف.
انظر: (شرح ألفية ابن معطٍ ١: ٣١٥ - ٣١٧، والنكت الحسان لأبي حيان ص ١٤٩) .
1 / 467