নিঃশ্বাস নেওয়ার জন্য যুদ্ধবিরতি
هدنة لالتقاط الأنفاس
জনগুলি
كان كاتبا المحامي يقولان بعض الهراء المتخصص عن الملكية التامة المطلقة والمقابل الاسمي. تحسس المروج الآخر جيب صدريته وأخرج سيجارة ملتوية من ماركة وودباين. وتحسس الجيب الآخر ثم مال نحوي، وقال: «هل معك أعواد ثقاب أيها البدين؟»
بحثت عن أعواد الثقاب. «البدين»، ألاحظت ما قال؟ إنه أمر مثير للاهتمام حقا. لمدة دقيقتين تقريبا توقفت عن التفكير في القنابل، وبدأت أفكر في شكلي كما كنت أتفحصه في الحمام هذا الصباح.
صحيح للغاية أنني بدين؛ وفي الواقع فإن الجزء العلوي من جسمي يشبه كثيرا حوض الاستحمام، ولكن المثير للاهتمام، على ما أظن، هو أنه فقط لأنه تصادف وكنت ممتلئا بعض الشيء، فإن كل شخص تقريبا وحتى الغرباء عنك تماما سيعطون الحق لأنفسهم أن ينعتوك بهذا اللقب المهين؛ تعليقا على مظهرك. افترض أن رجلا كان أحدب أو لديه حولا في عينيه أو شفة أرنبية، فهل ستناديه بصفة تذكره بذلك؟ ولكن كل رجل بدين يطلق عليه الناس الألقاب كأمر واقع. أنا من ذلك النوع الذي يضربه الناس على ظهره ويلكمونه في صدره بشكل تلقائي، وكلهم تقريبا يظنون أنني أحب ذلك. إنني لا أدخل في أي وقت من الأوقات إلى حانة كراون في بودلي (حيث أذهب إلى هناك مرة في الأسبوع من أجل العمل) دون أن يهمزني في ضلوعي هذا الأحمق ووترز، الذي يعمل مندوب مبيعات متجولا لشركة سيفوم للصابون، ولكنه دائم الوجود تقريبا في حانة كراون، ويغني قائلا: «هنا، يرقد البدين المسكين توم بولينج!» وهي المزحة التي لا يمل منها أبدا الحمقى اللعناء في الحانة. لووترز إصبع يشبه قضيبا من الحديد. يظنون جميعا أن الرجل البدين ليست لديه أي مشاعر.
أخذ المروج عود ثقاب آخر مني كي يسلك أسنانه به ورمى لي بالعلبة. أطلق القطار صفارته على جسر حديدي؛ وقد ألقيت نظرة بالأسفل حيث لمحت عربة بضائع لأحد المخابز وسلسلة طويلة من العربات المحملة بالإسمنت. الغريب في الأمر، حسبما كنت أظن، أنهم نوعا ما على حق بخصوص الرجال البدناء؛ فالرجال البدناء في الحقيقة، وخاصة هؤلاء الذين ولدوا على هذه الحال - أي كانوا بدناء منذ الطفولة بعبارة أخرى - ليسوا كباقي الرجال. إذ تأخذ حياتهم بأكملها منحنى آخر يميل للكوميديا الخفيفة؛ ولكن في حالة ذوي البنية الضخمة كمن يجلبونهم في استعراضات المهرجانات أو في الواقع أي أحد يزيد وزنه على مائة وخمسة وعشرين كيلوجراما، لا تكون حياتهم كوميديا خفيفة بقدر ما تكون مسرحية هزلية رخيصة. شهدت البدانة والنحافة في حياتي، وأعرف الفرق الذي تحدثه السمنة في مظهر المرء. إنها تحرمك نوعا ما من التأثر الشديد بالأشياء. أشك في أن رجلا عاش حياته كلها بدينا، رجلا نعت بالبدين منذ نعومة أظفاره، أشك في أنه قد شعر يوما بأي مشاعر عميقة حقيقية. إذ كيف له أن يشعر بتلك الأمور؟ إنه ليس له أي خبرة فيها؛ فلا يمكنه حتى أن يلعب دورا تراجيديا في أحد المشاهد؛ لأن المشهد الذي يوجد فيه رجل بدين لا يكون تراجيديا بل كوميديا. فلتتخيل رجلا بدينا في دور هاملت، على سبيل المثال! أو ممثلا كأوليفار هاردي في دور روميو. وجدت الأمر كوميديا للغاية عندما كنت أفكر فيه قبل بضعة أيام وأنا أقرأ رواية اشتريتها من مكتبة بوتس، وكان اسمها «الحب الضائع». اكتشف البطل في الرواية أن حبيبته قد فضلت عليه رجلا آخر. وهو رجل من هؤلاء الذين تقرأ عنهم في الروايات من ذوي الوجوه المرهفة الشاحبة والشعر الداكن والدخل الخاص. أتذكر تقريبا ما جرى في ذلك الجزء من الرواية:
جال ديفيد في الغرفة ذهابا وإيابا ضاغطا بيديه على جبينه، وبدا أن الخبر قد أحدث له صدمة، ولوقت طويل لم يستطع تصديق الأمر. شيلا خانته! هذا مستحيل! وفجأة باغته الإدراك، ورأى الحقيقة العارية بكل رعبها. كانت ثقيلة عليه للغاية؛ فانهار في نوبة مفاجئة من البكاء.
على أي حال، كان شيئا من هذا القبيل. وجعلني ذلك أفكر في الأمر، وقد بدا لي كالآتي. هكذا من المتوقع أن يتصرف كل الناس أو بعضهم؛ ولكن ماذا عن رجل مثلي؟ لنفترض أن هيلدا ذهبت لقضاء إحدى عطلات نهاية الأسبوع مع شخص آخر - لا أعني أن الأمر سيهمني في شيء، بل في الواقع سيسعدني أن أكتشف أنها لا تزال تملك هذا القدر من الحيوية - ولكن لنفترض أن الأمر يهمني، فهل سأنهار في نوبة مفاجئة من البكاء؟ هل سيتوقع أحد أن أفعل ذلك؟ لا يمكنك توقع ذلك من شخص بمثل حجمي؛ سيبدو الأمر شائنا تماما.
كان القطار يسير على جسر. وأسفلنا على مسافة غير بعيدة يمكن رؤية أسقف المنازل التي تمتد بلا توقف؛ تلك الأسقف الحمراء الصغيرة، التي ستسقط عليها القنابل، والتي كانت مضاءة قليلا في هذه اللحظة؛ لأن شعاعا من أشعة الشمس كان ساقطا عليها. من الطريف أننا لا نتوقف عن التفكير في أمر القنابل. بالطبع لا شك في أنه سيحدث قريبا؛ إذ يمكنك أن تعرف مدى قربه من نبرة التفاؤل التي يتحدثون بها عنه في الصحف. كنت أقرأ مقالا في صحيفة «نيوز كرونيكال» منذ بضعة أيام، وجاء به أن الطيارات القاذفة للقنابل لا يمكنها أن تتسبب في أي ضرر هذه الأيام؛ فالمدافع المضادة للطائرات قد تطورت كثيرا لدرجة أن الطائرة القاذفة للقنابل يجب أن تبقى على ارتفاع عشرين ألف قدم. يعتقد الكاتب، كما لاحظت، أنه إذا كانت الطائرة على ارتفاع بعيد فلن تصل القنابل إلى الأرض، أو الاحتمال الأكبر أن ما يعنيه في الواقع هو أنها لن تدرك ترسانة أسلحة وولويتش وستضرب فقط أماكن مثل شارع إلزمير.
ولكن إجمالا أعتقد أن الأمر ليس بذلك السوء أن يكون المرء بدينا. من الأشياء المميزة للرجل البدين أنه دائما مشهور؛ فليس هناك في الواقع أي صحبة، من وكلاء المراهنات إلى الأساقفة، لا يجد الرجل البدين له بينهم مكانا ويشعر بالارتياح وسطهم. أما عن النساء، فالرجل البدين محظوظ بينهن أكثر مما يعتقد الناس؛ من الهراء أن تتخيل، كما يفعل بعض الناس، أن المرأة تنظر إلى الرجل البدين على أنه مجرد مزحة. إن الحقيقة هي أن المرأة لا تنظر إلى أي رجل كمزحة إذا استطاع أن يخدعها بزعمه أنه يحبها.
يجب أن تعرف أني لم أكن بدينا طوال حياتي، ولكني اكتسبت وزنا زائدا منذ ثماني سنوات أو تسع، وأظن أنني قد اكتسبت فيها أغلب صفات الرجل البدين. ولكن في الواقع كذلك أني لست بدينا من الداخل، أي من الناحية الذهنية. لا! لا تسئ فهمي. لا أحاول أن أبدو لك وديعا كزهرة ناعمة، أو أن أبدو من هؤلاء الذين يبتسمون لك بينما هم يعانون ويتألمون، وما إلى ذلك؛ فلا يمكن لأحد أن يعمل في مجال التأمين إذا كان لديه أي من هذه الصفات. أنا فظ متبلد الإحساس وأتكيف مع بيئتي. ما دامت الأشياء في أي مكان في العالم تباع بالعمولة، ويحصل الناس على سبل معيشتهم بوقاحة تامة وغياب للمشاعر النبيلة؛ فإن رجلا مثلي سيسلك ذلك المسلك. في كل الأحوال تقريبا أستطيع كسب العيش، الذي يكون دائما بحد الكفاف ولم يمثل ثروة قط، وحتى في أثناء الحرب والثورة والوباء والمجاعة يمكنني أن أدعم نفسي للبقاء على قيد الحياة أكثر من معظم الناس. أنا من ذلك النوع من الرجال، ولكن لدي شيء آخر في داخلي، في الأغلب أثر متخلف من الماضي، وسأخبركم به لاحقا. أنا بدين ولكني نحيف من داخلي. ألم يخطر ببالك من قبل أن ثمة رجلا نحيفا داخل كل رجل بدين، تماما كما يقولون إن هناك تمثالا كامنا في كل قالب من الحجر؟
الرجل الذي استعار أعواد ثقابي كان يخلل أسنانه جيدا وهو يقرأ صحيفة «ديلي إكسبريس».
অজানা পৃষ্ঠা