ظل حسن حمودة أربعين عاما لا يفكر في الزواج، ولا يهتم به، حتى عرف منى زهران. وبعد أن فشل مشروع زواجه منها لم يعد له من شاغل إلا الزواج. وأثير الموضوع من جديد، أثارته نهاد هانم عقب عشاء دعيت إليه هي وزوجها صفوت مرجان في قصر الأستاذ حسن حمودة بشارع الفضل بالعجوزة. وهو قصر ضخم ذو حديقة كبيرة ورثه عن أمه، ويقيم فيه وحده مع الخدم. وهو يمتاز بحيازته لطاه فاخر خليق بأن يعتز به مطعم عام من مطاعم الدرجة الأولى. وهو أكول وذواقة للطعام الجيد، وتماثله نهاد في ذلك، بخلاف صفوت الذي يقنع بكأسين من الويسكي ومختارات من الشواء والخضر والفاكهة. ودار الحديث عن الزواج، وكان هو الذي فتحه برغم ما عرف عنه من ولع خاص بحديث السياسة الذي لا ينتهي. قال لها: أود أن أسمع آخر أنباء عن عروسك!
فقال صفوت: أراهن على أنك ستتزوج قبل نهاية هذا العام.
وقالت نهاد هانم: هي أرملة وأم لبنت وحيدة في الجامعة، ومن أسرة كبيرة مثل سعادتك.
فغلبه الفتور وقال: لن يقل سنها عن الأربعين. - هي في الأربعين!
فقال محتجا: ولكنني في الأربعين وتلزمني عروس شابة.
فقالت نهاد ضاحكة: لست خاطبة.
وقال صفوت: عليك أن تجدها بنفسك في سينما أو في مرقص أو في الطريق!
فقال يائسا: لا وقت عندي للبحث، ولولا جناية دعيت للدفاع فيها ما عرفت منى زهران.
فقالت نهاد: ما عليك إلا أن تنتظر جناية أخرى.
وسأله صفوت: ولكن هل تناسبك فتاة من هذا الجيل؟ - لم لا؟ - لهن رؤية جديدة في الحياة والحب.
অজানা পৃষ্ঠা