قالت سونيه: «هل ترغب في كأس أخرى، وسأقلل لك الجن؟»
أجابها بالنفي. فما كان بوسعه ذلك، بعد تناول حبة الدواء.
مضت كل الأحداث سريعا، فيما عدا الأوقات التي حدث فيها كل شيء بإيقاع بطيء للغاية. ففي رحلتهما بالسيارة، طال وقت انتظار كنت وصول ديبورا إلى المدينة التالية بصفتها سائق السيارة. ثم ماذا؟ لا شيء. لكن بين الفينة والأخرى، حانت لحظات شعر فيها أن كل شيء يحمل له رسالة تود إخباره بشيء ما؛ الشجيرات المهتزة، والضوء الباهر. حدث كل شيء بسرعة البرق مما سلبه القدرة على التركيز. وفي مثل هذه المواقف، عندما ترغب في تلخيص هذه الأشياء، تمر جميعها أمام عينيك على نحو سريع في مشهد مشوش، كأنك تراها من فوق إحدى ألعاب الملاهي السريعة، فتتخذ فكرة خاطئة بلا شك عنها، مثل احتمالية أن يكون شخص ميت على قيد الحياة في جاكارتا.
لكنك عندما تعلم أن شخصا ما على قيد الحياة، وأن بإمكانك الذهاب إليه لزيارته في منزله، فإنك تضيع الفرصة من يديك.
ما الذي يمنعه من ذلك؟ هل يخشى أن يرى امرأة غريبة لا يمكنه أن يصدق أنه كان متزوجا منها يوما ما؟ أم أنه لا يراها غريبة على الإطلاق، لكنها خرجت من حياته دون أي سبب؟
قال كنت: «لقد هربا كلاهما.»
تركت سونيه الأوراق الموضوعة على حجرها تنزلق على الأرض لتستقر هناك مع بقية الأوراق.
استطرد كنت حديثه: «كوتر وكاث.»
فقالت له: «يحدث ذلك كل يوم تقريبا. كل يوم تقريبا في هذا الوقت من العام، تهب هذه الرياح في ساعة متأخرة من فترة بعد الظهيرة.»
انعكس الضوء على البقع الموجودة بوجهها أثناء تحدثها، كما لو كانت انعكاسات مرآة.
অজানা পৃষ্ঠা