وقال لها: «إذا كنت ترغبين في الذهاب، فلا يزال بإمكاننا ذلك. هناك حذاء مطاطي طويل الرقبة سيلائم قدميك في مكان ما هنا.»
تمنت إنيد ألا يكون حذاءها؛ فحذاؤها سيكون صغيرا جدا.
فتح روبرت صندوقا في سقيفة الحطب الموجودة بجوار باب المطبخ من الخارج. لم تنظر إنيد في ذلك الصندوق من قبل قط؛ فقد اعتقدت أنه يحتوي على حطب، وهو ما لم تكن بحاجة إليه بالتأكيد في ذلك الصيف. أخرج روبرت عددا من فرد الأحذية المطاطية طويلة الرقبة، وبعض أحذية الثلج طويلة الرقبة أيضا، محاولا العثور على زوج كامل.
وأخيرا قال لها: «يبدو أن هذا الحذاء قد يناسبك. لعله كان يخص والدتي، أو يخصني قبل أن تكبر قدماي.»
وأخرج شيئا أشبه بقطعة من خيمة، ثم حقيبة مدرسية قديمة بحزام مقطوع.
قال: «لقد نسيت وجود كل هذه الأشياء هنا.» وسمح للأشياء بالسقوط مرة أخرى في الصندوق، وألقى بالأحذية عديمة الفائدة فوقها. أغلق الغطاء، وتنهد - على نحو جاد - تنهيدة خاصة شجية.
منزل كهذا عاشت فيه أسرة واحدة فترة طويلة من الزمن، وأهمل على مدى عدة سنوات ماضية، لا بد أن يحتوي على الكثير من الصناديق والأدراج والأرفف والحقائب وأماكن الاحتفاظ بالأمتعة، كالسندرة، الممتلئة بأشياء كانت إنيد ستفرزها، فتحتفظ ببعضها وتصنفه، وتعيد استخدام البعض الآخر، وترسل البعض في صناديق إلى مقلب القمامة. عندما ستسنح لها هذه الفرصة، فلن تعترض عليها، وستحول هذا المنزل إلى مكان لا يخفى فيه شيء عليها، ويخضع كل شيء فيه للنظام الذي تضعه.
وضع روبرت الحذاء أمامها، في حين انحنت هي لفك إبزيم حذائها. شمت خلف رائحة الويسكي رائحة النفس المريرة التي تفوح من المرء بعد ليلة عجز فيها عن النوم، وقضائه يوما صعبا وطويلا؛ شمت كذلك رائحة عرق رجل كادح لم يفد الاستحمام - أو على الأقل الطريقة التي يستحم بها - في إزالتها. لم تكن هناك رائحة تصدر عن جسد الإنسان - بما في ذلك رائحة المني - تجهلها إنيد، لكن ثمة شيئا جديدا واجتياحيا بشأن رائحة جسد ليس لها سلطة عليه ولا ترعاه.
وكانت ترحب بهذه الرائحة.
قال لها: «جربي ما إذا كنت تستطيعين السير به.»
অজানা পৃষ্ঠা