لم يختف مرحهم في الحال، لكنه لم يكن بالشيء الذي يمكنهم مشاركته مع الآخرين أو التحدث عنه؛ لذا، لزم عليهم الافتراق.
عاد سيسي إلى منزله ليعمل على تجهيز مكان اختبائه. كانت الأرضية المغطاة بالورق المقوى التي غطاها الثلج في فصل الشتاء قد صارت مبتلة الآن وبحاجة لاستبدالها. أما جيمي، فقفز إلى علية المرأب حيث اكتشف مؤخرا صندوقا به مجلات دوك سافيدج قديمة تخص خاله فريد. عاد باد أيضا إلى المنزل حيث لم يجد سوى والدته التي أخذت تلمع أرضية غرفة الطعام بالشمع، فتصفح بعض الكتب الهزلية مدة ساعة أو نحو ذلك، ثم باح لها بسره. اعتقد باد أن والدته ليست لها أي خبرة أو سلطة خارج المنزل، وأنها لن تتخذ أي قرار بشأن ما يجب فعله إلا بعد اتصالها بوالده، لكن ما أدهشه هو أنها اتصلت على الفور بالشرطة، ثم بوالده. وذهب شخص ما لإحضار سيسي وجيمي.
توجهت إحدى سيارات الشرطة إلى جوتلند متبعة طريق البلدة الرئيسي، وتأكد الخبر. ومن ثم، ذهب أحد رجال الشرطة وقس الكنيسة الأنجليكية للسيدة ويلينس.
ورد في التقارير أنها قالت لهما: «لم أرغب في إزعاجكم؛ كنت سأمهله حتى حلول الظلام.»
وأخبرتهما أن السيد ويلينس قد قاد سيارته متوجها إلى الريف ظهيرة اليوم السابق لإيصال بعض قطرات العين إلى رجل ضرير مسن. وأضافت أنه كان يتعطل أحيانا في طريق عودته بسبب زيارته لبعض الناس أو تعطل السيارة في الطريق.
سألها الشرطي إن كان مكتئبا أو أي شيء من هذا القبيل.
فأجاب القس: «كلا بالتأكيد. لقد كان يلعب دورا رئيسيا في جوقة المنشدين بالكنيسة.»
وقالت السيدة ويلينس: «لم يعرف الاكتئاب قط.»
كون الناس انطباعا عن الصبية الثلاثة الذين عادوا إلى منازلهم، وتناولوا الغداء، ولم ينبسوا ببنت شفة عما رأوه، ثم اشتروا حلوى عرق السوس، فأطلقوا عليهم اسما مستعارا، وهو «الميت»، وظل هذا الاسم ملازما لهم. حمله جيمي وباد إلى أن غادرا البلدة، أما سيسي، الذي تزوج وهو في سن صغيرة وعمل في صومعة الغلال، فشهد انتقال الاسم إلى ابنيه. وبحلول ذلك الوقت، لم يعد أحد يفكر فيما يرمز إليه الاسم.
أما إهانتهم للكابتن تيرفيت، فظلت سرا.
অজানা পৃষ্ঠা