قالت روزماري: «ثوب الزفاف هو ما يجعلك تقولين هذا. إنهما بالفعل في رحلة يبحثان عن المكان الذي يريدان العيش فيه في المرحلة المقبلة.»
إذن، فهي فعلا روزماري. وآن قد ذهبت في رحلة. آن ذهبت في رحلة مع ديريك.
قالت روزماري: «لا بد أن هذا شهر العسل الثاني. لا نسمع أبدا عن أن أحدا يقضي شهر العسل الثالث، أليس كذلك؟ أو شهر العسل الثامن عشر؟»
الآن، كل شيء على ما يرام، كل في مكانه الصحيح. أحست كارين أنها هي التي فعلت كل هذا بمجهود مضن. كانت تعرف أنها سوف تشعر بالرضا، وهي الآن تشعر به، لكن بدا لها كل هذا بلا جدوى؛ وكأن آن وديريك - وربما روزماري - وراء صف من الشجيرات الكثيفة يتعذر عليها اختراقه.
قالت روزماري: «لكنني موجودة هنا، طوال الوقت معك، لكنهم لا يتركونني ألمسك.»
قالت تلك الجملة الأخيرة بلهجة حسرة وأسى . •••
ظلت تردد هذه الجملة بين الحين والآخر. «أكثر شيء أتذكره هو أنني لم أستطع لمسك، وكنت أتساءل عما إذا كنت تتفهمين أم لا.»
ردت عليها كارين مؤكدة تفهمها. ما لم تعبأ بذكره هو أنها - في ذلك الحين - كانت ترى أن حزن روزماري غير عقلاني؛ بدت روزماري كمن يشكو فشله في عبور قارة؛ لأن هذا هو ما شعرت كارين بأنها تحولت إليه؛ تحولت إلى قارة وامضة شاسعة المساحة - كفيلة بأن توفر كل احتياجاتها - تعلو أرضها ألما في بعض الأماكن، وتهبط مسطحة عندما يسكت عنها الألم، فتمتد لمسافات طويلة مملة. وعلى مسافة بعيدة منها، على الطرف الآخر للقارة، تقف روزماري. كانت كارين قادرة متى شاءت أن تختزل أمها إلى مجموعة من النقاط السوداء المزعجة، بينما هي نفسها - كارين - كان يمكن أن تمتد وتنكمش في الوقت نفسه في منتصف منطقتها، فتصير كحبة خرز أو كخنفساء صغيرة.
لقد خرجت من هذه الحالة بالطبع. عادت إلى نفسها، عادت إلى كارين. رآها الجميع تعود إلى طبيعتها بالضبط كما كانت، فيما عدا بشرتها. لم يعرف أحد كيف تغيرت، وكم صار طبيعيا بالنسبة إليها أن تصبح مستقلة عن الآخرين، مهذبة، ومعتمدة على نفسها بكل براعة. لم يعرف أحد شيئا عن شعور الظفر المتزن الذي كان ينتابها في الأوقات التي تتأكد فيها من مدى استقلالها عن الآخرين.
قبل التغيير
অজানা পৃষ্ঠা