قال الرجل الصغير البنية: «قلت لها قد تكون هناك بعض الصور في الجزء الأمامي من المنزل، لكنها بالطبع لم تستطع الدخول لأنك قد أغلقته.»
قال هارولد: «اخرس.»
قالت إيف: «إنني جد آسفة.» ما كان أمامها من سبيل - فيما يبدو - سوى التحدث مرارا وتكرارا عن إقامتها في نزل القرية عندما كانت فتاة صغيرة، ورحلاتها بالسيارة مع أمها، والصور التي كانت معلقة على السور وذكرياتها عنها اليوم، وأعمدة البوابات، وخطئها - الذي تبين في النهاية - واعتذارها عنه. تحدثت مباشرة مع ذي اللحية الرمادية، وكان الوحيد الذي أبدى استعدادا للإنصات، وأظهر قدرته على تفهم الوضع. شعرت بألم في كتفها وذراعها من ثقل ديزي، ومن التوتر الذي تملك جسدها كله. وجال بخاطرها كيف يمكن أن تصف موقفها هذا وسطهم؛ لعله يشبه مسرحية صامتة من مسرحيات بنتر، أو كابوسا يداهمها دوما عن جمهور متبلد الحس صامت وعدواني.
تكلم ذو اللحية الرمادية في لحظة لم تجد فيها أي كلام معسول أو ينم عن اعتذار يمكن أن تقوله. قال: «لا أعلم. عليك أن تسألي هارولد. هارولد، هل تعرف أي شيء عن صور مصنوعة من زجاج مكسور؟»
قال هارولد دون أن يرفع عينيه: «أخبرها أنني لم أكن قد ولدت بعد حين كانت تطوف بالسيارة وتشاهد الصور.»
قال ذو اللحية الرمادية: «الحظ ليس حليفك اليوم يا سيدتي.»
أصدر الرجل الموشوم صوت صفير مخاطبا فيليب: «أيها الصبي، هل تستطيع أن تعزف على البيانو؟»
اشتملت الغرفة أيضا على بيانو خلف مقعد هارولد، لكن لم يكن أمامه مقعد دون ظهر أو حتى مقعد عادي يكفي لأكثر من شخص - إذ كان هارولد يحتل معظم المساحة بين البيانو والمائدة - وفوقه تكومت أشياء لا تمت له بصلة كأطباق ومعاطف؛ كما كان الوضع فوق سطح أي شيء في المنزل.
ردت إيف بسرعة: «كلا. لا يستطيع العزف.»
قال الرجل الموشوم: «أسأله هو. هل تعزف أي لحن؟»
অজানা পৃষ্ঠা