وإني لراض من بثينة بالذي
لو ابصره الواشي لقرت بلابله
بلا وبأن لا أستطيع وبالمنى
وبالأمل المرجو قد خاب آمله
وبالنظرة العجلى وبالحول تنقضي
أواخره لا نلتقي وأوائله
ولا تحسبوا أيها السادة أن هناك فرقا بين الشعرين في المعنى حتى تستبعدوا المقارنة، فإن المؤلف - فيما أظن - لم يشأ إلا التنويه بقناعة الشاعر، والتغني بعفافه، بدليل قوله بعد ذلك: هذا أحسن من قول كثير:
ولست براض من خليل بنائل
قليل ولا أرضى له بقليل
وقد شاء أن يخطئ في الآخرة والأولى؛ فإن ابن أبي ربيعة يتكلم عن محبوبه، وكثير يتكلم عن خليله، وقد يرضى المرء بظلم حبيبه ولا يرضى بجور صديقه، فقد يصدف الحبيب دلالا، ويعرض الصديق ملالا، والصب عن حبه صفوح، وربما نوقش الصديق.
অজানা পৃষ্ঠা