وريان ملتف الحدائق أخضر
ووال كفاها كل شيء يهمها
فليست لشيء آخر الليل تسهر
ولو لم يعنها بهذه الإشارة لما رجعتها حين قهرها الحزن في هدأة الليل، فلنقف قليلا عند ذكرى هذه الفاتنة التي أثارت قلبه، وأضرمت إحساسه، ففتحت له باب الخلود.
36 •••
وإنه ليكفي أن نتحدث عن جمالها، وأخلاقها، وعقلها، وجاهها، وأخبارها مع الحارث بن خالد المخزومي، وحوادثها مع شاعرنا المحظوظ.
جمالها
أما جمالها فقد كان فتنة لكل من سمع بها أو رآها من أهل ذلك الزمان، وإنهم ليذكرون أنها صارمت زوجها، وخرجت من دارها غضبى فمرت في المسجد وعليها ملحفة تريد عائشة أم المؤمنين، فرآها أبو هريرة فقال: سبحان الله، كأنها من الحور العين! وروي أنها نازعت زوجها إليه، فوقع خمارها عن وجهها فقال: سبحان الله! ما أحسن ما غذاك أهلك، لكأنما خرجت من الجنة! وقال لها يوما: ما رأيت شيئا أحسن منك إلا معاوية أول يوم خطب على منبر رسول الله، فقالت: والله لأنا أحسن من النار في الليلة القرة في عين المقرور! وقد حدثت إحدى الوصائف أنها زارتها، فرأت عجيزتها من خلفها وهي جالسة كأنها غيرها، قالت: فوضعت إصبعي عليها لأعلم ما هي، فلما وجدت مس إصبعي قالت: ما هذا؟ قلت: جعلت فداءك لم أدر ما هو فجئت لأنظر! فضحكت وقالت: ما أكثر من يعجب مما عجبت منه!
قال سالم بن قتيبة: رأيت عائشة بنت طلحة بمنى أو مسجد الخيف فسألتني من أنت؟ قلت: سالم بن قتيبة، قالت: رحم الله مصعبا، ثم ذهبت تقوم ومعها امرأتان تنهضانها فأعجزتها أليتاها من عظمهما فقالت: إني بكما لمعناة! فذكرت قول الحارث:
وتنوء تثقلها عجيزتها
অজানা পৃষ্ঠা