وددت وبيت الله أني عصيتهم
وحملت في رضوانها كل موثق
وكلفت خوض البحر والبحر زاخر
أبيت على أثباج موج مفرق
كأني أرى الناس المحبين بعدها
عصارة ماء الحنظل المتفلق
فتنكر عيني بعدها كل منظر
ويكره سمعي بعدها كل منطق
وسعى أبوه حتى زوجه من امرأة قزارية. ولكنه لما أدخلت عليه زوجته لم يدن منها ولا خاطبها بحرف، ولا نظر إليها، وأقام على ذلك أياما كثيرة. ثم أعلمهم أنه يريد الخروج إلى قومه أياما، فأذنوا له في ذلك، فمضى لوجهه إلى المدينة، وكان له صديق من الأنصار بها فأتاه، فأعلمه الأنصاري أن خبر تزويجه بلغ لبنى فغمها، وقالت: إنه لغدار، ولقد كنت أمتنع من إجابة قومي إلى التزويج، فأنا الآن أجيبهم. وقد كان أبوها شكا قيسا إلى معاوية، وأعلمه تعرضه لها بعد الطلاق، فكتب إلى مروان بن الحكم يهدر دمه إن تعرض لها، وأمر أباها أن يزوجها رجلا يعرف بخالد بن حلزة، فزوجها أبوها منه، فجزع قيس جزعا شديدا، وجعل ينشج أحر نشيج، ويبكي أحر بكاء. ثم ركب من فوره حتى أتى محلة قومها وموضع خبائها، فنزل عن راحلته، وجعل يمرغ خده على ترابها.
ومما قاله يرثي حاله ويعزي نفسه في ذلك الوقت:
অজানা পৃষ্ঠা