كيفية دعوة أهل الكتاب إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة
كيفية دعوة أهل الكتاب إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة
প্রকাশক
مطبعة سفير
প্রকাশনার স্থান
الرياض
জনগুলি
﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ (١)، وقال تعالى حكاية عن المسيح: ﴿فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (٢).
والوفاة هنا بمعنى القبض، كما يقال: توفيت من فلان ما لي عليه، بمعنى: قبضته واستوفيته، فيكون معنى: ﴿إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ أي: إني قابضك من الأرض ورافعك إليَّ (٣).
وقوله ﷿: ﴿وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ يعم اليهود والنصارى، فدلَّ ذلك على أن جميع أهل الكتاب يؤمنون بالمسيح قبل موته، وذلك إذا نزل في آخر الزمان (٤) آمنت اليهود
_________
(١) سورة آل عمران، الآية: ٥٥.
(٢) سورة المائدة، الآية: ١١٧.
(٣) ورجح هذا القول الطبري في تفسيره، ٣/ ٢٠٣.
وهناك أقوال أخرى في معنى الوفاة هنا، فمنهم من قال: النوم، وهم الأكثر، كما قاله ابن كثير، ١/ ٣٦٧، ومنهم من قال في الآية تقديم وتأخير، وتقديره: إني رافعك إليَّ ومطهرك من الذين كفروا، ومتوفيك بعد ذلك.
انظر: تفسير الطبري، ٣/ ٢٠٢ - ٢٠٤، والبغوي، ١/ ٣٠٨، وزاد المسير، ١/ ٣٩٦، والجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، ٢/ ٢٨٥، وتفسير ابن كثير، ١/ ٣٦٧، وأضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، ١/ ٣٤٢.
(٤) انظر خبر نزول عيسى آخر الزمان وحكمه بالشريعة الإسلامية في البخاري مع الفتح، كتاب الأنبياء، باب نزول عيسى ابن مريم، ٦/ ٤٩٠، (رقم ٣٤٤٨)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب نزول عيسى ابن مريم حاكمًا بشريعة نبينا محمد ﷺ، ١/ ١٣٥، (رقم ١٥٥).
1 / 59