هناك على القمة التي يرف حولها الهواء،
بين التلال التي تغطيها الكروم،
حيث ينحدر «الدوردوني»
20
وينسكب التيار عريضا كالبحر
مع الجارون الرائع.
لكن البحر يهب الذكرى ويستردها،
والحب كذلك يثبت أعيننا،
أما ما يبقى فيؤسسه الشعراء.
لم يكد هلدرلين يمضي أربعة شهور في «بوردو» حتى فكر في العودة إلى وطنه. ولم يكتف بالتفكير فأخرج في اليوم العاشر من شهر مايو (1802م) جواز سفر لرحلته. ولسنا ندري شيئا محددا عن سبب عودته المفاجئة. أكان هو الإخفاق من جديد في مهمته التربوية التي لم يخلق لها بطبيعته بل أجبرته عليها لقمة العيش المرة؟ أم ألوان أخرى من الذل التي لم يحتملها قلبه الجريح؟ أم ضيقه بالمسكن الفخم الذي جعله يحن للوحدة والبساطة والسكون؟ أم هي أخبار وصلته عن مرض حبيبته الطاهرة التي لم تنقطع عنه رسائلها على الرغم من الفراق الحاسم الأخير؟ لسنا ندري شيئا كما قلت. صحيح أن هناك من يفسر رحيله بأسباب تتصل بكرامته وكبريائه ويذهب إلى أنهم هناك في بوردو قد «فرضوا عليه بعض المطالب التي عجز عن الوفاء بها أو وجدها جارحة لشعوره»، ولكنها كما ترى فروض لم تتحقق حتى الآن. والمهم أنه عبر الحدود الألمانية الفرنسية عند مدينة كيل
অজানা পৃষ্ঠা