تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة)
تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة)
প্রকাশক
دار الثقافة
সংস্করণ
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٩٦٠
প্রকাশনার স্থান
بيروت
জনগুলি
إبليس ونوح وفوز إبليس بثلثيها وهو حظ الذكر، وفوز نوح بثلثها، يرينا مبلغ فنائه في الخمر، كما تشير أبياته في روحها الأسطورية إلى الميل القصصي الأصيل عنده، ذلك الميل كان يبعد به عن الإغراب ويسلمه إلى السرد والتحليل، كما في قصيدته الرائية التي قالها في حادثة إراقة الخمر، وفيها يقول مخاطبا الآمرين بإراقتها:
تحريتم بذاك العدل فيها ... بزعمكم فان يك عن تحري
فإن أبا حنيفة وهو عدل ... وفر عن القضاء مسير شهر
فقيه لا يدانيه فقيه ... إذا جاء القياس أتى بدر
وكان من الصلاة طويل ليل ... يقطعه بلا تغميض شفر
وكان له من الشراب جار ... يواصل مغربا فيها بفجر وكان إذا انتشى غنى بصوت المضاع بسجنه من آل عمرو ...
" أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر "
فغيب صوت ذاك الجار سجن ... ولم يكن الفقيه بذاك يدري
فقال وقد مضى ليل وثان ... ولم يسمعه غنى: ليت شعري!
أجاري المؤنسي ليلا غناء ... لخير قطع ذلك أم لشر
فقالوا إنه في سجن عيسى ... أتاه به المحارس وهو يسري وهكذا إلى نهاية القصة، وهو نفس قصصي جيد يذكرنا بالغزال، وميله إلى البسط والتحليل.
اما سخريته التي نقلها إلى الهزء بالموضوعات العامة فتدل على انه كان فقيرا إلى النظرة الشاملة، وانه لم تكن لديه التجربة العميقة التي كانت للغزال، وإنما تشير إلى استهتار وانخلاع مجوني عابث، جاءه من تهالكه على الخمر، ولذلك استعمل صور القداسة، ساخرا، حتى تحدث عن الخمر، فقال:
تسرع الناس نحوها بازدحام ... كازدحام الحجيج في عرفات
1 / 165