148

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة)

প্রকাশক

دار الثقافة

সংস্করণ

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٩٦٠

প্রকাশনার স্থান

بيروت

জনগুলি

ابن عبد ربه في الشعر، وان كانت كل الأبيات التي أوردها لنفسه في العقد هي فيما كان يراه من مختار شعره، ولكن يرى في هذه الأبيات ونظائر لها " رقة التشبيب وحسن التشبيه البديع الغريب الذي لم يسبق إليه " وهذا هو مقياسه الفني لما يستحسنه من شعره.
وهناك معارضة لا تلتزم روي القصيدة التي يعارضها وإنما هو ينظر فيها إلى معاني قصيدة سابقة ثم ينشئ قصيدة تتضمن هذه المعاني مع شيء من التقليب والتغيير والعكس والإسهاب. وأبرز مثل على ذلك قصيدة له يصف فيها القلم، فانه قد نسخ فيها بعض معاني أبي تمام في وصف القلم، ذلك الوصف الذي أدهش الأندلسيين، ومن المعاني التي استعارها قوله:
ينطق في عجمه بلفظته ... تصم عنها وتسمع البصرا
إذا امتطى الخنصرين أذكر من ... سحبان فيما أطال واختصرا
شخت ضئيل لفعله خطر ... أعظم به في ملمة خطرا
تمج فكاه ريقة صغرت ... وخطبها في القلوب قد كبرا وهذا شيء أخفى من المعارضة التي تتم مع الاحتفاظ بالوزن والروي.
وهناك نقطة جديرة بالنظر وهي ان ابن عبد ربه خلد بعض شعره في العقد، ووقف في بعض المواطن معجبا وهو يضع أشعاره إزاء أشعار المشارقة، ولكنه؟ فيما يبدو - لم يكن يعترف للأندلسيين بكثير من الحظ في الإجادة، وكانت الموضوعات المتنوعة التي طرقها كفيلة ان تجعله يستشهد عليها بشعر أهل بلده؟ لم يعترف إلا للغزال بأنه يستحق أن يوضع في صف المشارقة - بعد اعترافه الكبير بنفسه - والا عرضا لشاعر أو لآخر، مثل مؤمن بن سعيد، ثم انه لم يختر للغزال أجود قطعة، أتراه كان يحس إحساسا خفيا بأنه لا يتنازل عن مرتبة التقدم في الشعر للغزال أو لغيره؟ اكبر الظن أن تقديره لنفسه قد حجب عنه حقيقة

1 / 152