219

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين)

প্রকাশক

دار الثقافة

প্রকাশনার স্থান

بيروت - لبنان

জনগুলি

ثبوتها على الأسماع، فاعتمدنا بعض المنشئين والناظمين إظهارا للمقدرة وطلبا للتنويع وتشجيعا على الجدة في النغمات. وكانت قد ظهرت في الشرق أوزان مجزوءة في شعر أبي نؤاس وأبي العتاهية وأبان اللاحقي وغيرهم، من مثل:
موسى المطر غيث البكر ... ثم أنهمر ألوى المرر
كم أعتسر ثم ايتسر ... وكم قدر ثم غفر فلفتت إليها أنظار هؤلاء المتفننين العروضيين، فأعلموا مقدرتكم على الاستخراج والمقارنة.
وقبل ان أمضي قدما أحب أن أقف عند قول ابن سناء الملك: " وأكثرها مبني على تأليف الأرغن، والغناء بها على غير الأرغن مستعار وفي سواه مجاز (١) "، فذا القول قد ينقض ما قلته عن تنغيمات العود التي استحدثها زرباب. وانا أرى ان ابن سناء الملك قد يكون واهما أو مغاليا، لأن الأرغن ليس بالالة السهلة التي يمكن اقتناؤها، إذا تصورنا مدى شيوع الموشح في الزمن، وإما ان يكون تنغيمها على الأرغن هو أوفق ضروب التلحين لها، وهذا يمثل دورا تاليا لدور نشأتها اكتشف من بعد. والحقيقة التي تبقى ثابتة هي صلة الموشح بالغناء لأن الغناء هو سهل على الوشاح ركوب الاعاريض الملهمة، إذ الغناء هو الذي يحدث التناسب المفقود بالمد والقصر والزيادة والخطف، وقد حدثنا ابن سناء الملك نفسه أن بعض الموشحات لا تتم نغماتها إلا بزيادة نغمية فيها مثل قول ابن بقي:
من طالب ثأر قتلى ظبيات الحدوج ... فتانات الحجيج فأن التلحين لا يستقيم إلا بأن يقول المغني: " لا لا " بين الجزءين

(١) دار الطراز:٣٥.

1 / 225