হিন্দুধর্ম: একটি খুব সংক্ষিপ্ত পরিচিতি
الهندوسية: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
تعد تقديرات الهندوس في أمريكا الشمالية قديمة أيضا الآن؛ إذ استمروا في دخول أمريكا الشمالية بوصفهم مهاجرين مهنيين. وهناك كذلك بعض الأقليات الهندوسية الصغيرة في دول غير مذكورة هنا، مثل سنغافورة وأستراليا ونيوزيلندا وتايلاند وهولندا.
إن منظمة بوشاسانواسي أكشار بوروشوتام سانسثا، التي تعد إرسالية سواميناريان الهندوسية فرعا لها في بريطانيا، هي أسرع الحركات الدينية نموا بين الهندوس الجوجاراتيين في أنحاء العالم؛ فمن خلال شبكة مكونة من 370 معبدا ومئات الآلاف من التابعين، أقامت هذه الحركة مهرجانات ثقافية مهمة في شرق أفريقيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى الهند. وهي حركة تعبدية تحيي تقليد رامانوجا اللاهوتي، ويعبد فيها التابعون إلها يعرف باسم سواميناريان بوصفه إلههم الأعلى. وتقدم الحركة برامج تعليمية وروحانية يفصل فيها بين الجنسين للأطفال والشباب ومن ينتمون لفئات عمرية أكبر، وتقيم مسيرات شعبية، وتشارك بفعالية في العمل التطوعي في كل الدول التي توجد فيها؛ وهي ليست سوى واحدة من السامبرادايا أو الجماعات الطائفية المشهورة التي تعمل داخل الشتات الهندوسي.
شكل 8-1: بطاقة بريدية توضح معبد شري سواميناريان ماندير الهندوسي في نيزدين.
لا يزال بعض هذه الحركات مقصورا إلى حد كبير على «الهنود»، وإن كانت عضويتها تشمل من ينتمون للجيل الثاني والثالث، بل والرابع أيضا، من الهنود الأمريكيين والهنود الكاريبيين والهنود البريطانيين والهنود الأفارقة، بيد أن عضوية بعض الحركات الهندوسية العالمية الأخرى مختلطة؛ فتتضمن هندوسا هنودا ومن لديهم أيضا خلفيات عرقية أخرى. وتحمل هذه الحركات رسالة روحانية تعرض الأفكار والممارسات الهندوسية لمن لم يولدوا أو ينشئوا هندوسا، ولقد شهدنا نشأة هذه الرسالة في الفصل السادس مع مبادرة فيفيكاناندا. وصارت جمعية فيدانتا، التي أسسها فيفيكاناندا في أمريكا، تضم الآن أعضاء من الهنود وغير الهنود. وثمة ميول مماثلة لدى الجمعية الدولية للوعي بكريشنا، وكنيسة شايفا سيدهانتا، وحركة ساي بابا، لكن توجد حركات يكاد يكون كل أتباعها من الغربيين؛ وهي: حركة معرفة الذات الأمريكية التي أسسها يوجانندا برمهنسا؛ وحركة التأمل المتسامي (التي أثارت اهتمام فرقة البيتلز في أواخر الستينيات)؛ وحركة سيدها يوجا التي أسسها سوامي موكتاناندا؛ وبرنامج السنياسيين الجدد الذي أسسه بهاجوان راجنيش (المعروف أيضا باسم أوشو)؛ والساهاجا يوجا التي أسستها ماتجي نيرمالا ديفي؛ وإينجار يوجا. تدرك كل هذه الحركات، بالإضافة إلى جماعات العضوية المختلطة، اهتمام الغربيين بجوانب الروحانية الهندوسية، لا سيما إنشاد المانترا، وتأمل الكونداليني، والهاثا يوجا، والإيمان بالتناسخ، واتباع نظام غذائي نباتي . وقد ظهرت هذه الحركات في الغرب في الوقت المناسب؛ إذ ساعدت على ملء الفراغ الروحي وتقديم أفكار وممارسات لمن يسعون إلى بدائل للأديان الغربية والعلمانية.
أثار هذا التوجه جدلا بين الهندوس بشأن طبيعة الهندوسية وحدودها؛ فهل الحركات، التي تقدم جوانب محددة فقط من الروحانية الهندوسية ولا تشير إلى العالم الاجتماعي الهندوسي، هندوسية أصيلة؟ هل تغيرت الأفكار والممارسات الهندوسية في ظل هذه العملية؟ هل أعضاء هذه الجماعات «هندوس» أم إن الهوية الهندوسية لا يمكن اكتسابها إلا بالميلاد في أسرة هندية أو هندية تعيش في الشتات؟ سوف أعود إلى هذه الأسئلة في الفصل الأخير من هذا الكتاب.
لا شك أن دور المعلم الروحي كان مهما في معظم هذه الحركات المعاصرة، بغض النظر عن أعضائها؛ فكان هؤلاء المعلمون محور التعبد، ووسطاء التقليد فيما بدا عادة بيئة غربية غريبة، ومصدر السلطة لمن يسعون للمعرفة أو الإرشاد. وقدم بعضهم أنظمة للانضباط الروحي تتطلب قدرا كبيرا من المجهود والالتزام؛ بينما قدم آخرون تكرارا لمانترا بسيطة أو عبادة قصيرة باعتبارها محورا للسعادة أو إدراك الذات. وكان لبعض المعلمين الروحانيين شخصيات مثيرة للجدل ومبهرة، بينما تمتع آخرون بشخصيات جذابة للغاية. وأظهر جميعهم وعيا ذكيا بالمطالب التي يفرضها السياق الغربي.
لكن المعلمين الروحانيين لم يكونوا الوحيدين الذين لعبوا دورا في إحياء الهندوسية خارج الهند؛ ففي أرض الشتات الهندوسي الهندي، كان لأفراد الأسر، لا سيما النساء، دور كبير في تعريف الأجيال الجديدة بالهندوسية. صحيح أن المعابد تقيم فصولا لتدريس لغات المجتمع، وتكون السامبرادايا جماعات شبابية لتعزيز معرفة الأطفال بالنصوص المقدسة والعقيدة، لكن المنزل هو المكان الذي يتلقى فيه الأطفال أولى دروسهم الدينية؛ ففيه يروي لهم الكبار قصصا عن الآلهة والإلهات، أو يقرءونها في الكتب المصورة، أو يشاهدونها في مقاطع فيديو، ويتعرفون على الأعياد الهندوسية، مثل ديفالي وماهاشيفراتري ودورجا بوجا وبونجال وجاناماشتامي، ويعرفون التقاليد العائلية المرتبطة بكل عيد من هذه الأعياد. وشأنهم شأن الأطفال الصغار في الهند، يتعلمون أيضا - عن طريق الممارسة والمحاكاة - كيفية أداء طقس البوجا في محراب المنزل وكيفية المداومة على الصيام. وكما هو الحال مع مادهور جافري (انظر الفصل الرابع)، يقوم بعض هؤلاء الأطفال بتمثيل القصص أو الطقوس الهندوسية، والفتيات الصغيرات على وجه التحديد قد يكون لهن أدوار حقيقية يؤدينها كخادمات الإلهة ديفي في المراسم المرتبطة بعبادتها. بالرغم من ذلك، فإن هؤلاء الأطفال لن يحصلوا أبدا على الخبرة نفسها التي يحصل عليها الأطفال في الهند فيما يتعلق بمعرفة التقاليد الأخلاقية والاجتماعية والثقافية الهندوسية الموجودة في العالم من حولهم؛ وذلك لأن الهندوس يعيشون كأقليات في معظم الدول التي هاجروا إليها. هناك تسامح مع دينهم في بعض الدول، لكنه يحظى بقدر ضئيل من الاعتراف - هذا إن حظي به أصلا - في وسائل الإعلام والتعليم الحكومي؛ وفي دول أخرى، عملت سياسات التعددية الثقافية لتعطي الهندوس فرصة محدودة، إلى جانب الجماعات الدينية الأخرى، لتوصيل أصواتهم والتعبير عن دينهم.
شكل 8-2: مسيرة «راثا ياترا» في ميدان ترافالجار نظمتها الجمعية الدولية للوعي بكريشنا.
لقد نشأ توتر في أرض الشتات الهندوسي، مثلما حدث في الهند، بين مطلبين مهمين؛ أحدهما: هو الحاجة لخلق هوية هندوسية قوية موحدة يمكن التعبير عنها علانية ومقارنتها بالأديان العالمية الرئيسية الأخرى، والآخر: هو رغبة العديد من الهندوس في التأكيد على انفتاح الهندوسية تجاه الأديان الأخرى وتنوع السبل داخلها. وتدعم منظمة فيشوا هندو باريشاد المطلب الأول، وتعمل بنشاط في أنحاء العالم للترويج للهوية الهندوسية («هيندوتفا») وشعور بالفخر بين الهندوس. على الجانب الآخر، طرح عدد من الباحثين والكتاب الهندوس والجماعات النسائية الهندوسية خارج الهند وجهة النظر المعارضة القائمة على فكرة الاختلاف الديني والثقافي، التي ترى أن فكرة وحدة الهندوسية لا علاقة لها بالتاريخ، ولا فائدة لها فيما يتعلق بتمكين الهندوس من العيش بإيجابية مع معتنقي الأديان الأخرى، بل ومع من ينتمون لمجتمعهم الإيماني نفسه ممن لديهم وجهات نظر مغايرة.
ما من صورة واحدة للهندوسية يطبقها الهندوس في أرض الشتات؛ فقد هاجر هندوس من طوائف وفرق مختلفة ومن الكثير من الأماكن في الهند، حاملين معهم التقاليد التي اعتادوا عليها في وطنهم. وقد تأثروا أيضا في إحيائهم لممارساتهم ومعتقداتهم الدينية بالمكان الذي استقروا فيه وطابعه الاجتماعي والديني الخاص، لكن في أثناء تطويرهم لمجتمعاتهم المحلية الخاصة بهم، ظلوا على اتصال بالهندوس في جميع أنحاء العالم عن طريق روابط الدم والطائفة والفرقة، وعن طريق الصحف والمجلات التي تنشرها عالميا جماعات هندوسية واتحادات طائفية، ومؤخرا عن طريق مواقع الإنترنت والبريد الإلكتروني. وقد كانت هذه الشبكات المحلية والعالمية مفيدة في إبقاء الهندوس على اطلاع بالأخبار والأحداث، وفي نقل الأفكار أيضا.
অজানা পৃষ্ঠা