হিন্দুধর্ম: একটি খুব সংক্ষিপ্ত পরিচিতি
الهندوسية: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
لا يشارك الكهنة البرهميون في التخلص من جثمان المتوفى؛ لأن هذه المهمة تعتبر دنسة للغاية لشخص يستمد جزءا من سلطته من طهره الطقسي. توجد كذلك طقوس أخرى خارج نطاق عمل كهنة البرهمية، مثل الاسترضاء أو طرد الأرواح الشريرة. ويتولى مسئولية هذه المهام رجال الدين الذين ينتمون لطوائف أخرى لا تكون الطهارة بهذا القدر نفسه من الأهمية لديها. وقد يكون هؤلاء أيضا قد ورثوا المعرفة والمانترا العملية الضرورية من الكبار في طوائفهم. (4) المعلم الروحاني ونقل المعرفة الروحانية
اهتم المؤلف آر كيه نارايان اهتماما كبيرا بالشخصيات الدينية، ووضعها الاجتماعي، وجاذبيتها، وسلطتها. وفي كتاب «الدليل»، كتب نارايان عن سجين سابق اعتقد خطأ أنه رجل دين، وذلك عندما آوى إلى معبد بإحدى القرى بعد خروجه من السجن بيوم واحد. فوجد نفسه يقدم النصائح ويسرد قصصا وعظية (تذكر سماعها من أمه وهو صغير)، ثم صام لينهي القحط الذي هدد معيشة أهل هذه القرية. منحه الناس مكانة جليلة، واعتبروه فوق الإغراء والضعف، وأنه قادر على التشفع لدى الإله، وأنه يتمتع بهبات روحانية تنشأ عن ممارساته التنسكية. واعتقدوا أيضا أنه حكيم ويعرف ما هو أفضل للناس. هذه بعض السمات التي ترتبط غالبا بالمعلم الروحاني (الجورو)، ذلك الشخص الذي يمكنه تنوير الآخرين ومساعدتهم في تجاوز خطر الموت والميلاد المتكرر (سامسارا) للتحرر (موكشا).
النظام الطائفي الهندي (جاتي)
من باب تحري الدقة، تعد الطبقة (فارنا) والطائفة (جاتي) كيانين اجتماعيين مختلفين، وإن كان يعتقد غالبا أن الطوائف تتوافق مع الطبقات الأربع. «جاتي» - كلمة تعني الميلاد - هو نظام تقسيم اجتماعي منظم حسب الطهر النسبي، مع اعتبار كهنة البرهمية في قمة هذا النظام، بينما توجد الطوائف الدنيا و«المنبوذون» (الذين يعتبرون أنجاسا يدنسون الطوائف «الأعلى») في قاعه. وعلى الرغم من أن النظام الطائفي هذا ليس قائما على الثروة، فإن من يحتلون قمة هذا النظام هم الأكثر ثراء، ولا شك أن من يحتلون القاع (المنبوذين) لا يملكون من الموارد سوى أقل القليل، وهم نادرا ما يملكون الأراضي ولا يتمتعون بسلطة اقتصادية كبيرة.
يكتسب الهنود المكانة الطائفية عن طريق ميلادهم في طائفة معينة؛ ويتزوجون عامة شخصا من الطائفة نفسها التي ينتمون إليها. وفي العصور السابقة، مثلت الطوائف جماعات مهنية أيضا، لكن التحضر والتصنيع أديا إلى عمل الكثير من الناس في وظائف مختلفة تماما عن تلك التي ارتبطوا بها في السابق. ونظرا للعلاقة بين الطهر والدنس والطائفة، يمكن لطائفة الفرد التأثير أيضا على علاقاته الاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بالأشخاص الذين يمكنه الأكل معهم والمكان الذي يمكنه العيش فيه. فالمنبوذون يجبرون عادة على العيش خارج القرية، بعيدا عمن ينتمون لطوائف أعلى منهم. ولقد جرم دستور الهند نبذ الناس، وجعله جريمة يعاقب عليها في خمسينيات القرن العشرين، لكن التغيير كان بطيئا للغاية، ووضع المنبوذين في الهند لا يزال مرضا اجتماعيا بحاجة لعلاج عاجل (انظر أيضا الفصل السابع).
من يصلح لهذه المهمة؟ وهل تتطلب التدريب على اللغة السنسكريتية الذي يحصل عليه البرهمن أو المعرفة التي تكون لدى رواة القصص بالأساطير؟ يشير دليل نارايان إلى أن سر سلطة المعلم الروحاني يكمن في الجاذبية الشخصية أكثر من التقليد الطائفي، أو التدريب الرسمي، أو حتى الفضيلة، فبعض المعلمين الروحانيين لا يحصل على تعليم علماني أو فيدي. وبعضهم أمي، لكنهم جميعا يملكون المعرفة التي اكتسبوها من خلال خبرتهم الروحانية، بالإضافة إلى تمتعهم بقدرة عميقة على استخدام هذه المعرفة بفعالية في مساعدة الآخرين.
وقد كانت أنانداماي ما من هذا النوع من المعلمين الروحانيين. ولدت أنانداماي ما في قرية تقع فيما يعد الآن بنجلاديش عام 1896. وعلى الرغم من أنها تزوجت وصارت ربة منزل، أصبحت ممارسة ومرشدة روحانية للعديد من الناس. كانت مختلفة من عدة نواح عن القادة الشانكاريين الذين عرضنا لهم سابقا؛ لأنها لم تكن جزءا من أي مؤسسة تقليدية. ولم يتم تأهيلها رسميا، ولم تحصل على تدريب أيضا في شبابها على المسئوليات الدينية. وعلى الرغم من كونها من أسرة برهمية، فلم تتلق تعليما فيديا؛ لأنها امرأة، وتزوجت وهي في الثالثة عشرة من عمرها.
على مدار عدة سنوات بعد الاستقرار مع أسرة الزوج، كانت أنانداماي ما تنشد بانتظام أسماء الرب وتجلس للتأمل، وكانت في أغلب الأحيان تستغرق تماما فيما تفعله وتصبح غير مدركة لما يحدث حولها، وعندما بلغت السادسة والعشرين، كانت لديها خبرة مذهلة في التأهيل الداخلي (ديكشا) الذي آمنت بأنها منحت المانترا الخاصة بها فيه؛ أي الكلمة أو المقطع الذي يمكنها التأمل فيه. ولقد ذكرت لاحقا معنى عميقا في هذا الشأن، وهو أنها أدركت أن المعلم الروحاني والتلميذ والمانترا جميعهم شيء واحد، وليسوا منفصلين.
شكل 2-2: معلمة روحانية وتلميذاتها: نيليما ديفي تنقل لتلميذاتها روح الرقص.
يحمل هذا الإدراك قدرا كبيرا من التشابه مع ما وصفه بعض الزهاد الهندوس الآخرين. وهو أيضا ما عرفه الفلاسفة في تقليد شانكارا بأنه خبرة البراهمان؛ الحقيقة المطلقة الوحيدة التي تمثل في الوقت نفسه المبدأ العام والجانب الشخصي أو الروحاني لكل شخص (انظر الفصل الثالث). لكن أنانداماي ما لم تهتم بالتأمل أو الجدل الفلسفي، وإنما اهتمت بالوصول للحقيقة ومساعدة من يتلمسون منها العون. وشأنها شأن العديد من المعلمين الروحانيين الآخرين، سافرت كثيرا، والتقت بتلاميذ من كل الطوائف وعبرت لهم عن ملاحظاتها. كانت تتحدث بعملية، مع الإشارة إلى العالم الطبيعي، والعلاقات، والحياة العادية. وكانت نصيحتها للناس بشأن تحقيق التقدم الروحاني بسيطة ويسيرة؛ فقد دعتهم لتخصيص وقت محدد يكرسون فيه أنفسهم للحقيقة؛ وقت يحاولون فيه الاعتدال في عاداتهم، ومساعدة الآخرين باعتبارهم تجليات للإله، والسعي للسكينة. وشجعتهم على أن يحذوا حذوها؛ أن ينشدوا أو يتأملوا ليدركوا تدريجيا طبيعتهم الحقيقية.
অজানা পৃষ্ঠা