হিন্দ মা বাদ গান্ধী
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
জনগুলি
كان بعض الساسة البارزين في حزب العمل وثيقي الصلة بالمؤتمر الوطني، ومنهم السير ستافورد كريبس، الذي أرسل في أوائل عام 1946 ضمن بعثة وزارية بريطانية مكونة من ثلاثة أعضاء للتفاوض على شروط استقلال الهند. كان كريبس - وزعماء آخرون من حزب العمل - يود لو خلف وراءه دولة هندية متحدة تمضي تحت حكم المؤتمر الوطني وتوجيهه، ولكن المذكرة التي أعدت للبعثة في ديسمبر 1945 أظهرت أن ذلك احتمال مستبعد تماما. كتب تلك المذكرة بنديريل مون، الذي كان زميلا نابغا بكلية أول سولز، وعمل في دائرة الخدمة المدنية الهندية لفترة. أشار مون إلى أن «احتمال الحصول على موافقة الهندوس على التقسيم أرجح من احتمال الحصول على موافقة المسلمين على الوحدة». فمن وجهة النظر البريطانية، كان «توحيد الهند ضد رغبة المسلمين سيستلزم استخدام القوة، وتقسيم الهند ضد رغبة الهندوس «لن» يستلزم استخدام القوة، وفي أسوأ الظروف يرجح أن تكون القوة اللازمة أخف في تلك الحالة؛ فقد يبدي الهندوس في مدراس وبومباي وأوتر براديش والمقاطعات المركزية حسرتهم على انتزاع إخوانهم في البنغال أو البنجاب من أحضان الهند الأم، ولكن من المستبعد أن تكون لديهم الإرادة أو القوة اللازمة لكي ينبروا للدفاع عنهم».
7
وقد أثبتت الأشهر القليلة التالية ما انطوت عليه تلك التعليقات من حكمة موضوعية؛ ففي بدايات عام 1946 أجريت انتخابات لمجالس المقاطعات المختلفة. أقيمت تلك الانتخابات على أساس قصر حق التصويت على المتعلمين وأصحاب الأملاك، وكان من يملكون حق التصويت ضمن السكان البالغين نحو 28٪ فحسب، ولكن تلك النسبة - في بلد بحجم الهند البريطانية - كانت تعادل نحو 41 مليون شخص.
8
في جميع أنحاء العالم ، تميز أسلوب الخطابة في السياسة الديمقراطية الحديثة بانقسامه بين اتجاهين متناقضين إلى حد ما. الأول يخاطب الأمل: الطموحات الشعبية المتعلقة بالرخاء الاقتصادي والسلام الاجتماعي، والثاني يخاطب الخوف: المخاوف الطائفية بشأن التعرض للغبن أو الاجتياح من أعداء المرء التاريخيين. في انتخابات عام 1946 اعتمد المؤتمر الوطني على خطاب الأمل؛ فأعد برنامجا إيجابيا قويا وعد بالإصلاح الزراعي وحقوق العمال، وما إلى ذلك. أما العصبة الإسلامية فركنت إلى خطاب الخوف؛ فأخبرت الناخبين أن المسلمين إذا لم يحصلوا على وطن منفصل، فسيسحقهم الهندوس الذين يفوقونهم عددا في الهند الموحدة. وقد سعت العصبة فعليا لإقامة استفتاء على مسألة باكستان. وعلى حد قول جناح في إحدى خطب حملته الانتخابية: «الانتخابات هي بداية النهاية؛ فإذا قرر المسلمون دعم باكستان في الانتخابات المقبلة، فسنكون قد ربحنا نصف المعركة. أما إذا فشلنا في المرحلة الأولى من الحرب، فلن تقوم لنا قائمة.»
نقل كوادر العصبة رسالة زعيمهم بحماس؛ ففي بيهار طلبت العصبة الإسلامية المحلية من الناخبين أن «يقرروا ما إذا كان الأحرى أن تكون الأصوات قاعدة تستخدم في الإعداد لإنشاء حصن «حكم راما» (راما هو إله هندوسي)، أم في إقامة بناء يمنح الاستقلال للإسلام والمسلمين». وقد عرض أحد الملصقات التي استخدمتها العصبة للدعاية الانتخابية بضع ثنائيات متناقضة ذات مغزى: الدين والدنيا، والضمير والإقطاع، والحق والمنصب، وفي كل حالة كان البند الأول يرمز إلى باكستان، والثاني إلى الهند.
كذلك فقد حثت العصبة الناخبين في دعايتها الانتخابية على تجاوز التقسيم إلى طوائف وعشائر؛ فتضمن أحد الملصقات دعوة: «اجتمعوا بالإسلام، اتحدوا»، وطلب من المسلمين أن يدلوا بأصواتهم كفريق واحد. وقد لعب الطلاب المتطوعون دورا حيويا؛ إذ طافوا بالمناطق الريفية من دار لأخرى لحشد الأصوات.
وقد جاءت نتائج الانتخابات دليلا دامغا على نجاح الحملة الانتخابية للعصبة. فكما يبدو في جدول
2-1 ، في جميع أنحاء الهند - من مقاطعة لأخرى - كان أداء المؤتمر الوطني ممتازا في الفئة العامة، ولكن العصبة اكتسحت المقاعد المخصصة للمسلمين، مقاتلة من أجل قضية واحدة هي إنشاء دولة قائمة بذاتها للمسلمين. في الدوائر العامة ، ربح حزب المؤتمر 80,9٪ من الأصوات، بينما حصدت العصبة 74,7٪ من الأصوات.
بعد ظهور النتائج، ذكرت «دون» صحيفة حزب العصبة الإسلامية أن:
অজানা পৃষ্ঠা