হিন্দ মা বাদ গান্ধী
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
জনগুলি
بدأ غاندي الصيام يوم 2 سبتمبر، وبحلول اليوم التالي توافدت إليه عصابات الهندوس والمسلمين وسلموا أسلحتهم، وخرجت مسيرات مختلطة داعية إلى الوفاق الطائفي في أجزاء مختلفة من المدينة، وأكد وفد من الساسة البارزين - الممثلين لحزب المؤتمر الوطني والعصبة الإسلامية والمنظمة الهندوسية ذات النفوذ المحلي هندو ماهاسابها - لغاندي أن الشغب سيتوقف. وحينها أنهى المهاتما صيامه، الذي دام ثلاثة أيام.
دام السلام، مما حدا باللورد ماونتباتن إلى الإدلاء بتعليقه الشهير الذي قال فيه إن رجلا واحدا أعزل من السلاح كان أكثر فاعلية من 50 ألف رجل في البنجاب. لكن الثناء الذي وجهته صحيفة «ستيتسمان» - صحيفة بريطانية مقرها كلكتا لطالما عارضت غاندي وسياساته - إلى غاندي ربما حظي بالقدر ذاته من الإعزاز لدى غاندي ومعجبيه؛ إذ ورد فيه أنه:
لسنوات طويلة عجزنا عن الاتفاق على استخدام الصيام كأداة سياسية مع أشهر ممارسيها ... ولكن على مدى تاريخ مهني طويل، لم يسبق قط - في نظرنا - أن صام المهاتما غاندي من أجل قضية أبسط وأجدر من تلك، ولا قضية أعدت لمخاطبة الضمير العام بمثل تلك الفاعلية الفورية.
25
يوم 7 سبتمبر غادر غاندي إلى دلهي، بعد أن قضى أربعة أسابيع في بيليجاتا. كان يأمل في المضي قدما إلى البنجاب، إلا أنه لدى بلوغه العاصمة استوقفته على الفور قصص القلاقل والسلب. كان المسلمون في دلهي خائفين؛ فقد كان الهجوم متزايدا على ديارهم ودور عبادتهم، وقيل لغاندي إن ما لا يقل عن 137 مسجدا دمر في الأسابيع الأخيرة. كما أن اللاجئين الهندوسيين والسيخ احتلوا منازل المسلمين قسرا. وقد أفاد أحد موظفي الإغاثة التابعين لجمعية الأصدقاء الدينية (الكويكرز) بأن «سكان دلهي المسلمين من جميع الطبقات - موظفي الخدمة المدنية ورجال الأعمال والحرفيين وسائقي عربات الخيول والحمالين - فروا إلى عدد من الحصون الطبيعية»، مثل القلعة القديمة، وهو الحصن الكبير ذو الأسوار العالية في وسط المدينة، ومقبرة الإمبراطور المغولي همايون. في القلعة القديمة وحدها كان ثمة 60 ألف لاجئ مكدسين في الخيام «في أركان الشرفات وفي العراء إلى جانب الجمال وعربات الخيول والأمهار، وسيارات الأجرة القديمة المتهالكة، وسيارات الليموزين الفارهة خاصتهم».
26
وقتها علق غاندي برنامجه في البنجاب، وطفق يزور المخيمات في العاصمة وخارجها. وفي السهول المحيطة بدلهي كان ثمة جماعة من المزارعين الذين يعرفون باسم الميو ديانتهم الإسلام، ولكنهم تبنوا كثيرا من ممارسات جيرانهم الهندوس وطقوسهم، وفي خضم الجنون السائد آنذاك صار ذلك الانسجام العقائدي طي النسيان، فقتل آلاف منهم أو أخرجوا من ديارهم، سواء كانوا في أراض هندية أم في مدينتي ألوار وبهاراتبور.
27
وقد كتب دي جي تندولكار؛ مدون سيرة غاندي، أن غاندي خلال شهري سبتمبر وأكتوبر «طاف بالمستشفيات ومخيمات اللاجئين مواسيا المنكوبين، وناشد السيخ والهندوس والمسلمين أن ينسوا الماضي، وألا يمعنوا التفكير في معاناتهم، وإنما أن يتآخوا ويعتزموا العيش في سلام ... وتوسل إليهم جميعا أن يرسوا السلام بسرعة في دلهي، حتى يتمكن من المضي قدما إلى البنجاب الشرقية والبنجاب الغربية». وقال غاندي «إنه ماض إلى البنجاب حتى يدفع المسلمين إلى تصحيح الخطأ الذي يقال إنهم اقترفوه هناك في حق الهندوس والسيخ. ولكن لم يكن له أن يأمل في النجاح ما لم يضمن إنصاف المسلمين في دلهي».
28
অজানা পৃষ্ঠা