হিন্দ মা বাদ গান্ধী

লুবনা সিমাদ তুর্কি d. 1450 AH
103

হিন্দ মা বাদ গান্ধী

الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم

জনগুলি

الواقع أنه كان ثمة عملية نزوح كبيرة في الاتجاه المعاكس أيضا، من الهند إلى باكستان؛ لذا كان أول مكان أعيد توطين اللاجئين فيه هو الأراضي التي أخلاها المسلمون في الجزء الشرقي من البنجاب. وإذا كانت عملية انتقال السكان هي «أكبر عملية نزوح جماعي» في التاريخ، فقد بدأت بعدها «أكبر عملية توطين ريفي في العالم». في مقابل 2,7 مليون فدان هجرها الهندوس والسيخ في غرب البنجاب، لم يخلف المسلمون في البنجاب الشرقية وراءهم سوى 1,9 مليون فدان. وكان مما فاقم العجز أن الأراضي الواقعة غربي المقاطعة كانت أكثر خصوبة، ومياه الري المتاحة لها أوفر. الواقع أنه في أواخر القرن التاسع عشر نزحت مئات القرى السيخية في هجرة جماعية إلى الغرب لزراعة أراضيها في «مستعمرات القنوات» الحديثة النشأة، وهناك أحالوا الصحاري إلى واحات، ولكن في أحد أيام عام 1947 قيل لهم إن جنتهم صارت في باكستان؛ فبعد جيلين لا أكثر وجد هؤلاء السيخ المطرودون أنفسهم في مساكنهم القديمة.

بادئ ذي بدء، خصص لكل عائلة من المزارعين اللاجئين أربعة فدادين، بصرف النظر عن حجم حيازتها في باكستان، وأقرضوا المال لشراء البذور والمعدات. وإذ بدأت زراعة تلك الأراضي المؤقتة، فتح الباب أمام دعاوى المطالبة بمخصصات دائمة، وطلب من كل أسرة أن تقدم أدلة على حجم الأراضي التي خلفتها وراءها. بدأ تلقي الدعاوى منذ 10 مارس 1948، وفي غضون شهر، قدم أكثر من 500 ألف دعوى، ثم جرى التأكد من صحتها في مجالس مفتوحة مكونة من نازحين آخرين من القرية ذاتها؛ فكان موظف حكومي يقرأ الدعوى بينما يقرها المجلس أو يعدلها أو يرفضها.

كما هو متوقع كان اللاجئون ينزعون إلى المبالغة في البداية، إلا أن كل دعوى كاذبة كانت تقابلها عقوبة؛ أحيانا بتقليل الأراضي المخصصة، وفي الحالات القصوى بالحبس فترة وجيزة. مثل ذلك رادعا، ورغم ذلك فقد قدر أحد الموظفين الوثيقي الصلة بتلك العملية أنه كان ثمة تضخم إجمالي بلغ نحو 25٪. وأنشئت أمانة عامة لإعادة التأهيل في جالاندهار لتجميع الدعاوى وتنسيقها، والتحقق منها، والتصرف بشأنها. بلغ أقصى عدد للعاملين بها 7 آلاف موظف؛ صاروا يشكلون في حد ذاتهم مدينة لاجئين نوعا ما. الجزء الأكبر من هؤلاء الموظفين سكن في خيام مزودة بأضواء ومراحيض بدائية، ومقامات ومعابد مؤقتة للهندوس والسيخ.

كان قائد العمليات هو مدير عام إعادة التأهيل السردار تارلوك سينج؛ من دائرة الخدمة المدنية الهندية. وقد استغل تارلوك سينج - الذي تخرج في كلية لندن للاقتصاد - خلفيته الأكاديمية في ابتكارين ثبتت أهميتهما الحيوية للنجاح في توطين اللاجئين. تمثل ابتكاراه في «الفدان القياسي» و«التخفيض المتدرج».

عرف «الفدان القياسي» بأنه مساحة الأرض التي يمكن أن تنتج من عشرة إلى إحدى عشر موند من الأرز (الموند يساوي قرابة 40 كيلوجراما). في المناطق الجافة التي لا تصلها شبكة الري في الشرق، كانت أربعة فدادين طبيعية تعادل فدانا «قياسيا» واحدا، بينما كان فدان الأرض الطبيعي في مستعمرات القنوات الخصبة يساوي نظيره القياسي تقريبا. حلت فكرة الفدان القياسي المبتكرة مسألة التباين في التربة والمناخ في شتى أنحاء المقاطعة.

أما فكرة «التخفيض المتدرج»، فساهمت في التغلب على التفاوت الهائل بين كم الأراضي التي خلفها اللاجئون وراءهم والأراضي التي صارت متاحة لهم؛ وهي فجوة قاربت مليون فدان. طبق على الفدادين العشرة الأولى في أي دعوى تخفيض قدره 25٪، ومن ثم يحصل رافع الدعوى على 7,5 فدان فقط عوضا عن عشرة فدادين. بالنسبة للدعاوى المطالبة بفدادين أكثر، طبقت تخفيضات أشد: 30٪ لما بين 10 فدادين و30 فدانا فصاعدا، حتى إن مالكي أكثر من 500 فدان فرضت عليهم ضريبة معدلها 95٪. كان الخاسر الأكبر الأوحد هو سيدة تدعى فيدياواتي، ورثت أراضي عن زوجها (وخسرتها) بلغت مساحتها 11500 فدان، امتدت عبر خمس وثلاثين قرية في منطقتي كوجرانوالا وسيالكوت، وكان التعويض المخصص لها 835 فدانا لا أكثر في قرية واحدة من قرى كارنال.

بحلول نوفمبر عام 1949، كان تارلوك سينج ورجاله قد خصصوا 250 ألف قطعة أرض. بعد ذلك وزع اللاجئون بصورة متساوية على مناطق شرق البنجاب، فأعيد توطين الجيران والأقارب معا، وإن ثبت استحالة إعادة إنشاء المجتمعات القروية كاملة. ثم فتح باب التظلم أمام اللاجئين؛ فطلب ما يقرب من 100 ألف أسرة مراجعة مخصصاتها، وتم العمل بثلث تلك الاعتراضات، ونتيجة لذلك تغيرت ملكية 80 ألف فدان مرة أخرى.

حصل هؤلاء اللاجئون مقابل أراضيهم الحسنة الري في الغرب على حيازات جدباء في الشرق، وبتطبيق التخفيضات المتدرجة، قلت الأراضي التي يمتلكونها أيضا، ولكنهم شرعوا في العمل ببراعتهم وإقدامهم المعهودين؛ فحفروا آبارا جديدة، وبنوا مساكن جديدة، وزرعوا محاصيلهم. وبحلول عام 1950، دبت الحياة من جديد في ريف كان مهجورا.

4

إلا أن شعور الضياع ظل باقيا؛ فالاقتصاد يمكن إعادة بناؤه، ولكن الإجحاف الثقافي الذي نتج عن التقسيم لم يكن من الممكن أبدا أن يرفعه أي من الطرفين أو أن يرفع عنه؛ فالسيخ صار بحوزتهم أراض جديدة للزراعة، ولكنهم لن يستردوا أبدا أماكن العبادة الأثيرة لديهم، ومنها: معبد جوردوارا في لاهور؛ مثوى زعيمهم المحارب العظيم رانجيت سينج، وكذلك نانكانا صاحب؛ حيث ولد جورو ناناك؛ مؤسس العقيدة السيخية.

অজানা পৃষ্ঠা