হিন্দ মা বাদ গান্ধী
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
জনগুলি
سي راجا جوبالاتشاري، 20 مارس 1948
1
تحتل كوروكشترا مكانة خاصة في المخيلة الهندية؛ فقد كانت ساحة المعارك الدامية التي وردت في ملحمة «مهابهاراتا»؛ وفقا للملحمة، دار القتال على سهل مفتوح شمال غربي مدينة إندرابراسترا الأثرية (المعروفة حاليا بدلهي). كان ذاك السهل يدعى كوروكشترا، وهو الاسم الذي يحمله حتى يومنا هذا.
بعد مرور عدة آلاف من السنين على تأليف ملحمة «مهابهاراتا»، أصبح مسرح الأحداث التي جرت فيه مأوى مؤقتا لضحايا حرب أخرى. تلك الحرب بدورها دارت بين أقارب مقربين؛ هما: الهند وباكستان، عوضا عن أبناء العم الباندافا والكاورافا. كثير من الهندوس والسيخ الذين فروا من البنجاب الغربية وجهتهم حكومة الهند إلى مخيم للاجئين في كوروكشترا؛ حيث أنشئت مدينة من الخيام مترامية الأطراف على السهل، لإيواء موجات النازحين، التي كانت تصل أحيانا إلى 20 ألف فرد في اليوم. كان المخطط في البداية أن يأوي المخيم 100 ألف لاجئ، ولكن الأمر آل به إلى إيواء ثلاثة أمثال ذلك العدد؛ فكما كتب مراقب أمريكي: «لقد صنع الجيش معجزات حتى تكفي الخيام كل اللاجئين.» وقد كان سكان كوروكشترا الجدد يستهلكون 100 طن من الدقيق يوميا، إلى جانب كميات كبيرة من الملح والأرز والعدس والسكر وزيت الطهي، وكل تلك المؤن وفرتها الحكومة مجانا. وكان ثمة شبكة أخصائيين اجتماعيين من الهنود والأجانب تعين الدولة في مساعيها هي المجلس المتحد للإغاثة والرعاية.
كان لا بد من إيواء اللاجئين وإطعامهم، وكذلك كسوتهم والترفيه عنهم. ومع اقتراب الشتاء، «سرعان ما أدركت الحكومة أن تحمل الأمسيات والليالي صار فيه مشقة»، فصادر المجلس المتحد للإغاثة والرعاية مجموعة من أجهزة عرض الأفلام من دلهي، ونصبها في كوروكشترا. من الأفلام التي عرضت كانت أعمال والت ديزني الخاصة بميكي ماوس ودونالد داك. وباستخدام شاشات عرض كبيرة من القماش تسمح بالعرض من الناحيتين، أمكن لحشود تبلغ نحو 15 ألف فرد مشاهدة العرض ذاته. وقد علق أحد الأخصائيين الاجتماعيين على ذلك قائلا: «ذاك الانفصال عن الواقع لمدة ساعتين كان بمنزلة طوق النجاة؛ فقد نسي اللاجئون ما تعرضوا له من تجارب صادمة وبؤس لساعتين ذهبيتين من الضحك. نعم، استطاع من تعرضوا للضرب والجرح، المشردون المجروحون، أن يضحكوا؛ فقد كان ثمة أمل.»
1
كان مخيم كوروكشترا هو الأكبر بين قرابة 200 مخيم أقيم لإيواء اللاجئين من غرب البنجاب. بعض اللاجئين وصلوا قبل تاريخ نقل السلطة؛ منهم رجال الأعمال البعيدو النظر الذين باعوا ممتلكاتهم سلفا ونزحوا بعائدات البيع. إلا أن الأغلبية العظمى جاءت بعد 15 أغسطس 1947، دون متاع يذكر سوى بعض الثياب التي كانوا يحملونها على ظهورهم. كان هؤلاء هم المزارعون الذين «تخلفوا حتى آخر لحظة، مصرين على البقاء في باكستان، إن أمكن طمأنتهم إلى احتمال أن يعيشوا حياة كريمة». لكن عندما تصاعدت وتيرة العنف في البنجاب خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، اضطروا إلى التخلي عن تلك الفكرة، ففر من حالفه الحظ من الهندوس والسيخ إلى الهند راكبين السيارات، أو السكك الحديدية، أو البحر، أو سيرا على الأقدام.
2
لم تكن المخيمات من قبيل مخيم كوروكشترا أكثر من مجرد حل مؤقت؛ فقد كان لا بد من إيجاد سكن دائم وعمل منتج للاجئين. وقد وصف أحد الصحفيين الذين زاروا مخيم كوروكشترا في ديسمبر 1947 بأنه مدينة قائمة بذاتها، بها 300 ألف شخص، كلهم «يجلسون عاطلين إلى حد الجنون». وكتب يقول إن «الفكرة الوحيدة التي تسيطر على المزارعين اللاجئين في مخيم كوروكشترا هي «اعطونا أرضا، وسوف نزرعها». كان ذاك هو نداءهم، فقد أخبرنا أولئك المزارعون المتعطشون للأرض أنهم لا يأبهون كثيرا بمكان الأرض التي يمنحونها ما دامت صالحة للزراعة. لقد بدا شغفهم بالأرض فطريا».
3
অজানা পৃষ্ঠা