بعت ذرة وبعت أرزا وكان معي مبلغ كبير لا أذكر كم. ووضعت الفلوس على بعضها البعض ولم أعد، الله يسترك يا عمران عد الفلوس لأنني أصبحت لا أستطيع العد.
ألم أقل لك ربك هو الذي يستر، أخرج من جيوبه ما فيها من جنيهات ورحت أعد، الرجل سكران وهو لا يعرف ماذا في جيبه، وهو سيلعب الورق. أين أجد فرصة مثل هذه في العمر كله؟! كان المبلغ أربعمائة وأربعة وسبعين جنيها، صححت المبلغ، جعلته أربعمائة وأرجعته له، وناديت خادم المقهى ودفعت له ثمن الكونياك الذي طلبته؛ فأنت تعرف طبعا أنني لا أقبل مطلقا أن يشتري لي أحد مشروبا ولا أرده له.
أهذه هي الحكاية التي تريد أن تحكيها؟ لقد عرفت جزءا منها ولم تعرف البقية، ألها بقية يا عم الشيخ؟ لا بد أن تعرف البقية.
ذهبنا في هذه الليلة ولعبنا حتى أوشك الصبح أن يطلع، فقمت إلى السيارة وأخذتها إلى ميت ريحان، ونمت ليلتي، وفي الصباح عن لي أن أعد فلوسي؛ فأنا أعرف أن المبلغ الذي كان في جيبي حوالي خمسين جنيها تنقص جنيها أو اثنين، وقبضت عربون الذرة مائتين وخمسة وعشرين جنيها وقبضت عربون الأرز مائتي جنيه، وخسرت في اللعب ثلاثين جنيها، فكان يجب أن يكون معي أربعمائة وخمسة وأربعين جنيها قد تنقص جنيها أو اثنين، ولكني وجدت المبلغ ثلاثمائة وسبعين جنيها. طبعا عرفت أن عمران طمع في الفرق وأخذه، أتصدق بالله، لم أسأله. إنه رجل حساس إذا سألته سيغضب، وإذا غضب لن أجد من يشاربني الكأس ولا من يهيئ لي اللعب، كتمت الأمر لم أقله إلا لك الآن، ولكن قل لي من أخبرك أنت؟ لعله عمران، نعم فهو دائما يحب أن يفخر بأنه لا يمكن أن يسمح لأحد أن يقدم له مشروبا ولا يرده، إنه فعلا لا بد أن يرد المشروب، رجل طيب عمران وكريم وحساس، الله يجازيه.
অজানা পৃষ্ঠা