نرمقه من بعيد بحب استطلاع، نتجنب إثارته كما نبه علينا، نتهامس: انظر إلى عينيه! - ماذا يعني؟ - إنه مجنون.
كان يرى قديما هائما صامتا، يتابع امرأة محجبة باهتمام، يعترض طريقها فيفصل بينهما أهل المروءة.
ويقال إنه رأى في حلم بنتا جميلة شغف بها أيما شغف، وأن الحلم يتكرر، وأنه يمضي باحثا عنها.
ويفقد الصبر فيأخذ في التهجم على النساء، ويهم بجذب النقاب، ويتعرض بذلك للزجر والضرب والعنف، ويؤمن أهله بأنه ممسوس فيطوفون به على الأضرحة والشيخ لبيب، ولكنه لا يبشر بشفاء.
ويقولون لأبيه: المستشفى لأمثاله وسلم للمقادر.
ولكنه يحبسه في الحجرة ويصفح النافذة بالقضبان.
ويقبع نهاره وراء النافذة، يحملق في لا شيء، ويتقدم في السن، ويغمغم من آن لآن: أين أنت يا حبيبتي؟
الحكاية رقم «41»
إبراهيم القرد أضخم بناء إنساني تشهده عيناي، لا أتصور أن يوجد بين البشر من هو أطول أو أعرض منه، مئذنة، يتحسس طريقه بنبوت رهيب، تحمله قدماه حافيتان كأنهما سلحفاتان، يقول أهل حارتنا إنه من لطف الله أن يخلق إبراهيم القرد ضريرا.
وهو الشحاذ الوحيد في حارتنا، فمنذ احترف التسول لم يتجرأ شحاذ آخر على ترديد «لله يا محسنين!»
অজানা পৃষ্ঠা