إن الأشراف في إنكلترا هم الحكام المطلقون، فإذا ظهر أي إصلاح يمس امتيازاتهم وحقوقهم بأذى صاحوا بالحكومة قائلين: «إن الأرسطوقراطية هي أساس الدستور، فإذا مست بسوء تهدم البناء وضاعت حرية الأمة.» ولا ريب في أن للدستور الإنكليزي حسنات كثيرة أنتجت نتائج باهرة بقطع النظر عن عيوبه ومساوئه، وتلك النتائج العظيمة هي التي تقف في وجه الأمة الإنكليزية، إذا أرادت أن تزيل بعض هذه العيوب. ولكن لا خوف على هذا الدستور إذا أصلح إصلاحا معقولا، فإن نتائجه تكون حينئذ أعظم وأفضل.
مونتولون، ص309، جزء 2
بعد فرار الفرصة!
إنني اقترفت ثلاث غلطات سياسية: الأولى أنني لم أعقد مع إنكلترا صلحا بعد حروب إسبانيا، والثانية أنني لم أكون مملكة بولاندا، والثالثة أنني واصلت السير إلى موسكو وكان يحسن بي أن أعقد صلحا في درسدن وأن أتنازل عن هامبورج وغيرها مما لم يكن ينفعني.
جوسلين، جزء 312
سياسته وتدبيره
احترست من الوقوع في الأغلاط التي وقع فيها جماعة السياسيين الذين يفضلون أنفسهم على من عداهم ولا يعتقدون بصحة مبادئ غيرهم أو آرائهم، فيحرمون بذلك من حكمة الحكماء ومن ثمار سياسات الدول والأمم؛ لأن الحكمة الحقيقية ثمرة التجارب. إن الاقتصاديين الذين يعضدون مبدأ حرية التجارة يضربون المثل بثروة إنكلترا وغناها المادي، ولا يخفى أن فائدة الحماية الجمركية هي تعضيد المصانع والمتاجر الجديدة في المملكة، فإذا كانت هذه المصانع والمتاجر غير محتاجة إلى التعضيد فحرية التجارة أنفع شيء للبلاد.
ومن العجيب في أمر هذه المسائل أن أصحاب الرأي في كل أمة يعجزون عن حلها مع أهميتها للحياة القومية، ومع ذلك فقد يمكن الوصول إلى الحقيقة، إذا جعلت الترتيب الزراعي والصناعي والتجاري الذي استنبطته قاعدة للبحث، وهو:
أولا:
الزراعة روح البلاد ونبع حياتها القومية.
অজানা পৃষ্ঠা