وسلم) حتى عرف أنه قد خرج وعلي (عليهما السلام) حتى أتيا الحجر فاستظلا به وجعل رأسه في حجر علي (عليه السلام) وقال: يا علي إني قد أرقد وأبو سفيان يأتيك من وراء هذا الجبل بجمع ذي قوة فإذا صار في الحجر استصعب عليهم وامتنع أن تعمل فيه أيديهم فأمر الحجر أن ينقلب عليهم فينقلب فيقتل القوم جميعا ويفلت أبو سفيان وحده. فقال أبو سفيان: لا تفزعوا من قول محمد فما قال هذا القول إلا ليسمعنا فلا نمضي إلى الحجر ومحمد راقد في حجر علي فراموا أن يهدوا الحجر ويقتلعوه فيقلبوه على رسول الله فاستصعب عليهم وامتنع منهم فقال أصحاب أبي سفيان:
إنا لنظن أن محمدا قد قال حقا نحن نعهد أن هذا الحجر يقلعه بعض عددنا فما باله اليوم مع كثرتنا لا يهتز فقال أبو سفيان: اصبروا عليه.
ثم أحس بهم أمير المؤمنين فصاح بالحجر: انقلب على القوم فأتى عليهم غير صخر بن حرب فما استتم من كلامه، حتى انقلب الحجر عليهم فتفرقوا فامتد عليهم الحجر وطال حتى كسر القوم جميعا تحته غير أبي سفيان فإنه أقبل يضحك ويقول: يا محمد، لو أحييت لنا الموتى وسيرت الجبال وأعطاك الله كل شيء لعصيتك وحدي فسمع كلامه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له ويلك يا أبا سفيان والله لتؤمنن بي وتطيعني مكرها مغلوبا إذا فتح الله مكة.
فقال أبو سفيان وقد أخبرت يا محمد بفتح مكة وإيماني بك وطاعتي إياك فهذا ما لا يكون ففتح الله على رسول الله مكة وأسر أبو سفيان وآمن كرها وأطاع صاغرا مغلوبا.
قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): ولقد والله دخل أبو سفيان بعد فتح مكة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو على المنبر يوم الجمعة بالمدينة فنظر أبو سفيان إلى أكابر ربيعة واليمن ومصر وساداتهم في المسجد يزاحم بعضهم بعضا فوقف أبو سفيان متحيرا وقال: يا
পৃষ্ঠা ৭৫