قلت: أخرجوا العبد البطال إلى الظلمة البرانية، فيا ترى ماذا أعددت لعبيد غير بطالين ولكنهم يعملون دائما في السر، وإذا عجزوا عن قطع الأعناق يقطعون الأرزاق؟
قلت: أحبوا أعداءكم وأحسنوا إلى مبغضيكم. وهم يبغضون من أحسن إليهم. وقلت: ليس من يقول: يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، بل من يعمل إرادة أبي الذي في السماوات، وها هم قد تركوا الثنتين في هذا الجيل الشرير الفاسق.
حذرتنا من الباب الواسع وهم لا يدخلون إلا منه، أما الباب الضيق فقد ضربت عليه العنكبوت بنسجها. وحتى الآن لم يرث الودعاء الأرض والحزانى لم يتعزوا. أما ملكوت السماوات الذي وعدت به المساكين فعلمه عندك يا ساكن الأعالي، فهل دخل عليك أحد منهم؟
وحذرت من صنع الصدقة قدام الناس لئلا يضيع الأجر. أما في هذا الزمن فلا توص حريصا، فما أقل من يتصدق سرا أو علانية.
اعذرني يا سيد على طول لساني، فهكذا خلقني أبوك السماوي، وقد خسرت أكثر أصدقائي. إنني أعمل مشيئتك لأن خاصتك لا يصلحون ما بأنفسهم من اعوجاج إلا إذا قومناهم بسيف النقد.
وإلى اللقاء في ملكوتك، أقبل جراحك الخمسة، أنا الذي أكلت جسدك المقدس صغيرا، فلا تأكلني النار.
هكذا كنت أرتل مع جدي في ختام قداسه، جعل الله النهاية خيرا.
كنوز مرصودة
كثيرة هي الفرص التي تفلت من أيدينا ولا نكترث لها. حكي أن زائرا دخل متحفا رأى فيه بين تماثيل الآلهة تمثال إله وجهه مغطى بالشعر وأجنحته على قدميه، فسأل: ما اسم هذا الإله؟ فأجابه النقاش: هو الفرصة. فقال: ولماذا هو مخبئ وجهه؟ فأجابه: لأن الناس قلما يعرفونه حين يجيء إليهم. فقال: ولم أجنحته على قدميه؟ فأجابه: لأنه يذهب حالا، وإن ذهب فلا أمل لأحد باللحاق به.
ويقول مثل لاتيني: إن الفرصة لها شعر في مقدمة رأسها. وأما في مؤخرته فهي صلعاء، فإذا أمسكت بناصيتها قبضت عليها. أما إذا أفلتت منك، فإن جوبيتر نفسه لا يقدر أن يقبض عليها ثانية.
অজানা পৃষ্ঠা